بعد أقل من عامين على المواجهة المثيرة بينهما في نصف نهائي دوري أمم أوروبا لكرة القدم، تتجدد المواجهة بين المنتخبين الإيطالي والإسباني اليوم في نفس المرحلة بالنسخة الحالية من البطولة.
ويلتقي منتخبا إيطاليا وإسبانيا اليوم في مدينة أنشخيده الهولندية، بالدور نصف النهائي للنسخة الثالثة من بطولة دوري أمم أوروبا، ويتأهل الفائز منهما للنهائي.
وكان المنتخب الإسباني فاز على نظيره الإيطالي 2 - 1 في عقر داره بإستاد «سان سيرو» في مدينة ميلانو خلال أكتوبر 2021 بالدور نصف النهائي للنسخة الثانية من دوري الأمم.
وكانت الهزيمة هي الأولى للمنتخب الإيطالي بعد 37 مباراة متتالية حافظ فيها الفريق على سجله خاليا من الهزائم، محققا بهذا رقما قياسيا على مستوى جميع منتخبات العالم.
وثأر المنتخب الإسباني بهذا الفوز للهزيمة، التي مني بها قبل ذلك بثلاثة أشهر فقط أمام المنتخب الإيطالي بركلات الترجيح في نصف نهائي بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2020).
وتستحوذ النسخة الحالية من دوري الأمم على اهتمام كبير من الفريقين في ظل إخفاقهما على المستوى العالمي خلال الفترة الماضية.
تعويض الإخفاقات الماضية
وفشل المنتخب الإيطالي (الآزوري) المتوج بلقب يورو 2020 في بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، لتكون النسخة الثانية على التوالي التي يغيب فيها عن النهائيات بسبب إخفاقه في التصفيات. كما ودع المنتخب الإسباني مونديال 2022 مبكرا على يد نظيره المغربي بركلات الترجيح في دور الـ 16 للبطولة، مما أدى لرحيل لويس إنريكي عن تدريب الفريق وتعيين لويس دي لا فوينتي خلفا له.
وفاز المنتخب الإسباني على نظيره النرويجي 3 - صفر بتصفيات يورو 2024 في أول اختبار للفريق تحت قيادة دي لا فوينتي في مارس الماضي، ولكنه خسر بعدها بثلاثة أيام فقط أمام نظيره الاسكتلندي صفر - 2 بنفس التصفيات.
ولهذا يخوض الفريق المباراة بكثير من الحذر خصوصاً أنه يعلم مدى قوة المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب روبرتو مانشيني، رغم البداية المتواضعة للآزوري في تصفيات يورو 2024 في مارس الماضي بالهزيمة 1 - 2 على ملعبه أمام المنتخب الإنكليزي ثم الفوز على منتخب مالطا 2 - صفر.
وكان المنتخب الإسباني على وشك الخروج من الدور الأول في النسخة الحالية من دوري الأمم، ولكن الهدف المتأخر الذي سجله ألفارو موراتا ليقود الفريق إلى الفوز على نظيره البرتغالي منح المنتخب الإسباني صدارة مجموعته في الدور الأول، وبطاقة التأهل لنصف النهائي.
ويسعى الفريق إلى الفوز اليوم لتكون دفعة جيدة له في مرحلة الإحلال والتجديد بقيادة مدربه الجديد.
وينتظر أن يعتمد دي لا فوينتي على عدد من العناصر الشابة مثل جافي نجم برشلونة ورودري الذي سجل هدف الفوز لمانشستر سيتي في نهائي دوري الأبطال الأوروبي إضافة لبعض عناصر الخبرة مثل داني كارفاخال وناتشو فيرنانديز.
وفي المقابل، تأهل الآزوري بجدارة لنصف النهائي للنسخة الثانية على التوالي، حيث تصدر مجموعته النارية في الدور الأول، على حساب منتخبات ألمانيا وإنكلترا والمجر. ويتطلع الفريق إلى تتويج مسيرته الناجحة في البطولة بالفوز على نظيره الإسباني غدا ثم الفوز في النهائي.
وينتظر أن يواصل مانشيني الاعتماد على ماتيو ريتيجي في الهجوم إلى جانب عدد من اللاعبين أصحاب الخبرة مثل ماركو فيراتي في الوسط وفرانشيسكو أتشيربي في الدفاع.
ألبا: مستعدون للفوز بلقب جديد
أكد جوردي ألبا، قائد المنتخب الإسباني لكرة القدم، أن الفريق مستعد للفوز بلقب جديد بعد مرور 11 عاما، نافياً أن يكون قد حدث تقصير في المونديال الأخير، حيث تعرضت إسبانيا للإقصاء على يد المغرب.
وقال ألبا عشية مواجهة إيطاليا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية في هولندا «لم أشعر داخل غرفة تغيير الملابس بتقصير. كنا سعداء بالمدرب (لويس إنريكي)، لقد قام بعمل جيد للغاية. تمكنا من اتخاذ خطوة للأمام في مواجهة المغرب، لكنها كانت مباراة صعبة جداً، وفي ركلات الترجيح لم يحالفنا الحظ».
وأكد اللاعب، الذي أبدى سعادته بعودته إلى منتخب إسبانيا بعدما غاب عن أول قائمة للمدرب الجديد لويس دي لا فوينتي، «الآن نحن في مرحلة أخرى ويجب أن نواجهها بأفضل طريقة ممكنة. بصفتي قائدا، أنا متحمس ويمكن إنجاز الأمور بشكل جيد للغاية».
وقال صاحب الـ34 عاما الذي لا ينتمي لفريق حاليا عقب رحيله عن برشلونة، «إنني أري الكثير من الحماس لدى الفريق وأتمنى أن نتمكن من الفوز بلقب».
وذكر ألبا بأنه «قد مر 11 عاما منذ أن فزنا بلقب للمرة الأخيرة (كأس اليورو 2012)، وهذه فرصة فريدة، يجري القيام بعمل جيد وأرى حماسة كبيرة والجميع مستعدون للفوز بلقب جديد».
نيونتو... الورقة الرابحة
يملك الشاب ويلفريد نيونتو فرصة لفرض نفسه في تشكيلة المنتخب الإيطالي، والتي تواجه إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية اليوم.
في سن التاسعة عشرة، هو مراوغ أكثر من كونه هدافًا، وقد أثبت أنه ورقة رابحة للأزوري.
بعد دخوله ضد إنكلترا في مارس الماضي خلال تصفيات كأس أوروبا 2024، غيّر وجه المنتخب رغم أن ذلك جاء متأخرًا في الخسارة 2-1.
سلّط سيرينا الضوء على «قوّته البدنية، سرعته في الحركة وتقنيته الجيدة»، مضيفًا «لم يبلغ العشرين من العمر بعد، ولديه مجال كبير للتطور».
وانضم نيونتو، المولود في مدينة فيربانيا الشمالية، من أب وأم من ساحل العاج هاجرا إلى إيطاليا، إلى فريق الشباب في إنتر عام 2012 في سن التاسعة، ولكن عام 2020 وفي سن الـ17، غادر إلى سويسرا والتحق بالفريق الأول لنادي زيوريخ.