على مدار 20عاماً نجح الملتقى الإعلامي العربي الذي أسسه الزميل العزيز ماضي الخميس عام 2003 في أن يكون ماركة مسجلة وحدثاً إعلاميا سنويا بارزاً تستضيفه الكويت، ويبرز اسمها على الخريطة الإعلامية العربية من خلال استقطابه الوزراء والسفراء والمؤسسات الإعلامية العربية وقادة الإعلام بمختلف تخصصاته لمناقشة قضايا إعلامية مهمة ومتنوعة تتلاءم مع احتياجات المجتمع لما للإعلام من تأثير في مختلف نواحي الحياة إضافة إلى حرصه على تكريم المتميزين والمبدعين في المجال الإعلامي الذين لديهم بصمات واضحة من كل الدول العربية.
ولعل من دواعي فخرنا وسرورنا بالملتقى الإعلامي العربي كونه عضواً مراقباً في مجلس وزراء الإعلام العرب واللجنة الدائمة للإعلام في جامعة الدول العربية، وأنه يقام سنويا تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، ويلقى اهتماما كبيرا من جميع المسؤولين في الكويت، وينال احترام وثقة الضيوف الذين يأتون إليه أفواجا من مختلف بقاع الوطن العربي، ومن ثم فإن الآمال تظل معلقة دائما على هذا الملتقى الكبير وغيره من الفعاليات الإعلامية والثقافية في تسليط الضوء على المبدعين ودعمهم وإتاحة الفرصة أمام الشباب المتميزين في المجال الإعلامي وإثقالهم بالمهارات والخبرات الضرورية التي تساعدهم في حسن التعامل مع هذه المهنة الحساسة.
وإذا كان الملتقى الإعلامي العربي حاول جاهداً على مدار العقدين الماضيين مساعدة الكتّاب والإعلاميين المتميزين، فإن ما يؤخذ عليه أنه اهتم بالضيوف أكثر من أبناء الوطن، وأنفق الأموال الكثيرة على دعوة إعلاميين وصحافيين ورياضيين مشاهير ومغمورين ومنحهم الفرصة للظهور وكرّمهم ورفع من شأنهم وفي الوقت نفسه تجاهل دعوة وتكريم الكثير من الإعلاميين والكتّاب الكويتيين المبدعين الذين يعملون من أجل نهضة وتقدم وطنهم، لكنهم مهملون ومهمشون ولا يجدون من يمنحهم الفرصة ليعبروا عن أنفسهم ويقدم لهم كلمة شكر أو يكرمهم في ملتقى أو فاعلية، فكوادرنا الوطنية الإعلامية يتم إبعادها على حساب المستوردين من الخارج.
نريد من الملتقى الإعلامي العربي ورئيسه ماضي الخميس أن يقوم في الأعوام المقبلة بدعوة الإعلاميين والصحافيين الكويتيين المبدعين الذين يحملون أعلى الشهادات العلمية ويعملون في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ويحملون عضويات النقابات الصحافية والإعلامية المحلية والإقليمية والدولية، وأن يحرص على تغيير الوجوه التي يتم دعوتها للملتقى من داخل الكويت وخارجها، ولا يكون الاختيار على أساس الشهرة إنما التأثير، وأن يهتم الملتقى أكثر بالإعلاميين الكويتيين الشباب ويثقلهم بالمهارات التي تمكنهم من الدخول إلى سوق العمل بأخلاقيات وشرف المهنة، فهؤلاء هم مستقبل المهنة والقيادة السياسية توليهم أهمية كبيرة لإشراكهم في تحقيق التنمية، والله ثم الوطن من وراء القصد والسبيل.