مسلسل «الروح والرية» للكاتبة أنفال الدويسان، الذي تدور أحداثه بين حقبتي الثمانينيات والتسعينيات يتناول قضايا اجتماعية أسرية، وصراع الحياة ومتغيراتها، خصوصا بين الأبناء والوالدين والعلاقات والحياة الزوجية.
لفت نظري في هذا المسلسل دور الممثلات الثلاث، وهن هبة الدري (آمنة) الأخت الكبرى، وريم ارحمة (هنادي) الوسطى، وإيمان الحسيني (نادية) الصغرى، فتذكرت مسرحية «الأخوات الثلاث» للروسي أنطون تشيخوف التي تجسد الحالة الاجتماعية، خصوصا معاناة المرأة، ولطالما كان الأدب الروسي حاضراً في أدبياتنا وأفكارنا، لأنها تلامس مشاعرنا وإحساساتنا ومعاناتنا، وهي طبق الأصل من حياتنا اليومية. وهذا التناص نجده في هذه الشخصيات الثلاث، حيث إن دور آمنة يشابه دور أولغا المُدرسة الأخت الكبرى التي كانت تهتم برعاية عائلتها، وأما الأخت الوسطى هنادي فهو قريب من دور ماشا، التي كانت حياتها الزوجية غير مستقرة، والأخيرة الصغرى نادية تتطابق مع شخصية إيرينا، وتعتبر مراهقة تهتم بمن تحب وبأزيائها.
أعتقد أن للممثلة هبة الدري بصمة كعادتها، فهي تقدم المطلوب منها، وتتقن عملها في مسلسلات منوعة، وكذلك ريم ارحمة، وإيمان الحسيني، وإذا استمررن هكذا في اختيار النصوص المميزة الهادفة فستبرز أسماؤهن في الفن والدراما، ويتطور أداؤهن من حسن إلى أحسن.
رسالة:
أتمنى من الثلاثي التطور والاستمرار في العطاء، واختيار النصوص التي لها قيمة حقيقية في المجتمع، وعلى الكُتاب والمخرجين استثمار هذه الطاقات الشبابية التي راهنت وتحدت من قال إنه لا يوجد فن الآن.