وتشمل مسؤولية «سنتكوم» منطقة الشرق الأوسط بأكملها، لكن البيان الأميركي كان يشير الى التوتر فوق الاجواء السورية، حيث افادت تقارير سابقة بأن الجيش الروسي الموجود في سورية أوقف التنسيق الخاص بتجنب الحوادث مع الجيش الأميركي فوق الأجواء السورية.
وأشار البيان الأميركي الى أن نشر سرب من مقاتلات رابتور رقم 94 هدفه «اظهار القدرة على إعادة تمركز القوات وتقديم القوة الساحقة في أي لحظة».
ولفت الجنرال مايكل كوريلا، قائد «سنتكوم» الى ان الخطوة الاميركية «دليل واضح على الالتزام المشترك من قبل الشركاء والحلفاء والولايات المتحدة بالسلام والاستقرار على المدى الطويل في المنطقة»، مضيفاً أن «سلوك القوات الروسية غير الآمن وغير الاحترافي ليس ما ننتظره من قوات جويّة محترفة.
إن انتهاكها المنتظم لتدابير عدم التصادم الجوي المتفق عليها يزيد من خطر التصعيد أو من سوء التقدير».
وكان نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، الأدميرال أوليغ غورينوف، اتهم في مايو الماضي، المقاتلات الحربية الاميركية بانتهاك بروتوكولات عدم الصدام في سورية خصوصا عبر «تفعيل أنظمة الأسلحة عند الاقتراب من طائرات القوات الجوية الروسية التي تقوم بطلعات مجدولة في شرق سورية».
وتأتي الخطوة الاميركية بعد أن عبر وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماعهم مع نظيره الاميركي انتوني بلينكن في الرياض قبل نحو اسبوع، عن دعمهم للقوات الاميركية في سورية وادانتهم أي اعتداء عليها.
وأحيطت شكوك حول استمرار وجود غطاء عربي للقوات الاميركية في سورية، بعد تطبيع السعودية علاقاتها مع دمشق، وإعادة سورية الى الجامعة العربية ودعوة رئيسها بشار الأسد الى قمة جدة العربية.
في غضون ذلك، نقل موقع «واللا» العبري عن ثلاثة أعضاء في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، قولهم إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كشف خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، الثلاثاء، أن إسرائيل قدمت احتجاجا للحكومة الروسية حول التعاون العسكري بين روسيا وإيران في ظل الحرب في أوكرانيا، وعبرت عن قلقها من تزويد روسيا أسلحة متطورة لإيران.
وبحسب النواب الثلاثة الذي شاركوا في الجلسة، تحدث نتنياهو عن «حوار هادئ مع الحكومة الروسية» تبحث خلاله الدولتان «بصورة صادقة ومنفتحة» جميع الهواجس المتبادلة.
وأضاف نتنياهو أن «لكلا الجانبين احتجاجا تجاه الجانب الآخر»، وأن روسيا عبرت عن قلق من المساعدات الإسرائيلية المتزايدة لأوكرانيا، بينما عبرت إسرائيل عن قلقها من التعاون المتزايد بين روسيا وإيران.
وكانت «الجريدة» كشفت عن توقف الخط الأحمر ببين قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية وبين قيادة اركان الجيش الإسرائيلي، والذي يستخدم للتنسيق بين الجيشين وتجنب التصادم في سورية حيث تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية ضد ما تقول انه محاولات ايران بناء بنية تحتية للتموضع ضدها.
وكان اخر هذه الهجمات ليل الثلاثاء ـ الاربعاء وهو الهجوم الثامن عشر خلال هذا العام.
ونقلت «الجريدة» عن مصدر دبلوماسي في لندن أن الدافع وراء وقف التنسيق الأمني الروسي المحتمل مع تل أبيب قد يكون استياء موسكو من زيادة إسرائيل دعمها العسكري لأوكرانيا خصوصاً تزويدها بمعدات مضادة للمسيرات الانتحارية يمكنها تدمير الطائرات من دون طيار بالجو أو إسقاطها إلكترونياً، أو استجابة موسكو لمطالب إيران المزمنة بضرورة وقف التنسيق مع إسرائيل.
وبحسب نتنياهو، فإن أحد الأسباب لرفض إسرائيل طلبات بتزويد أوكرانيا بمنظومات دفاعية مقابل صواريخ، مثل «القبة الحديدية»، هو التخوف من «سقوط تكنولوجية حساسة بأيدي الروس، ونقلها إلى إيران، وبذلك سيتمكن الإيرانيون من الالتفاف على المنظومات الدفاعية الإسرائيلية».