بعد يوم من تصريحات فُهم منها أنه يعارض تعويماً جديداً للعملة المصرية، خرج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، للحديث بالتفصيل عن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وعن سياسات حكومته، مدافعا ومشيداً بما تحقق من إنجازات، في خطاب يأتي قبل أسابيع من إعلانه المتوقّع بالترشح لفترة رئاسية ثالثة، في الانتخابات التي تجرى قبل مارس المقبل.

وخلال افتتاح عدة مشاريع في ميناء الإسكندرية بما فيها «محطة تحيا مصر متعددة الأغراض»، قال السيسي إنه لا يخشى إلا الله في تنفيذ سياسة بناء الدولة المصرية ومشروعات البنية التحتية التي تعدّ الإنجاز الأبرز لفترة حكمه بداية من يونيو 2014.

Ad

وضرب الرئيس المصري المثل بواقعة إزالة مبنى مخالف داخل حرم ميناء الإسكندرية، بعدما تدخّل شخصيا لإزالته وعقاب مالكه، قائلا: «العمارة اللي طلعت... الكلام صعب أقوله، قلتُ يتقبض عليه، وما يخرجش إلا لمّا يسيب الأرض، يعني معناه أن الرئيس قاعد واخد باله إن الفساد اللي اتعمل لا يمكن يسيبه»، ومضيفا: «كل طوبة بتتعمل في البلد أنا معاها وشايفها».

وتابع السيسي: «اللي خد الأرض جوه الميناء لا يمكن نسيبه، حتى لو عمل ورق في غفلة من الزمان، وأنا لو ما عملتش كده، هل يقدر المحافظ يعمل كده؟ لا، خايف... هل يقدر وزير النقل يعمل كده؟ لا، خايف، اللي عايز يبني بلد ما بيخافش (لا يخاف) أبدًا إلا من ربنا سبحانه وتعالى اللي هيحاسبه»، وشدد على أن «اللي بنعمله مش علشانا احنا، علشان ولاد مصر وأحفادهم».

ودافع الرئيس المصري عن مشروعات الطرق والبنية التحتية، الملمح الأبرز في سنوات حكمه، قائلا: «في كتير يقولك: الطريق ده بتعمله ليه؟ وبتردم هنا ليه؟ المستقبل بتاع البلد ده لو ماكنش فيه بنية أساسية تليق بدولة يبقى أنت مش بتعمل مستقبل خالص»، لافتا إلى أن هذه المشروعات هي التي وفرت فرص عمل للمصريين، وأن هذا كان البديل الوحيد لاقتتال الناس، لأن «مافيش أمل، وعلشان تعمل الأمل لازم تبني كتير جدا».

وتابع: «أنا باشرح الشرح ده ليّ وللمسؤولين وللناس في مصر، وللناس المهتمة في العالم، عشان تعرف ليه الدول مش مستقرة، الناس عايزة تعيش»، وأشار إلى أن هناك مخصصات مالية لوزارة النقل بتريليونَي جنيه خلال الفترة الأخيرة، وأن هذا المبلغ لم يتم تخصيصه لوزارة النقل على مدار 30 عاما ماضية (في إشارة على ما يبدو إلى فترة حكم الرئيس حسني مبارك)، وأضاف السيسي: «أنا باقولكم الكلام ده علشان أقولكم إننا بنحفر مستقبل بلدنا».

واستكمل دفاعه عن سياسات الدولة: «هو احنا حرمنا الناس علشان نعمل ده؟ لا، هل احنا بنقسوا على أنفسنا شوية؟ أيوه، أرجو الضيوف اللي عندنا ما تضايقوش من كلامي، انتوا حاجة في بلادكم واحنا حاجة تانية، احنا بنمثّل جنوب المتوسط بتحدياته ومشاكله، وانتوا في بلادكم خلصتوا الكلام ده من زمان، عندكم شبكة سكة حديد وطرق تربط القارة الأوروبية بالكامل... احنا بنحاول نعمل حاجة علشان نعيش احنا كمان».

ظروف غير عادية

ورفض السيسي، بشكل مبطّن، الحديث عن استبعاد القطاع الخاص من المشروعات القومية، قائلا: «احنا قلنا لكل الناس، احنا هنعمل حاجتنا ونطرحها تيجي تشغلها وندّي الفرصة للجميع... لما كنت أطلب من مستثمر واحد إنه ييجي ويعمل الحاجة شيء، وإنّي أقول للناس عندي مكان جاهز للشغل حاجة تانية، وفي النهاية بامنح الفرصة لمشغلّين آخرين، لو كانوا مهتمين ييجوا (يأتوا) يتفضلوا».

وتابع: «احنا بنعمل حاجة مش في ظروف عادية خالص»، ضاربا المثل بعمليات التخلص من التعديات على الموانئ بعد 2011، وأضاف: «باقول للمستثمرين بصوا أنتوا بتحطوا إيديكم في إيد دولة بتكافح علشان تحطّ نفسها على خريطة الدنيا... أنا لما باكلمكم كده يا مصريين علشان تعرفوا يعني إيه دولة، والدولة مش أكل وشرب، الدولة حاجة تانية خالص غير اللي احنا بنتكلم فيه، علشان كده باكتّر في الكلام».

وأشاد السيسي بنجاح وزارة النقل في إضافة 18 كيلومترا إلى أرصفة ميناء الإسكندرية في أقل من سنتين، وعلّق: «خلوا بالكم أقل من سنتين بتضغط على نفسك وعلى مواردك علشان تعمل كده، وتحطّ نفسك على الخريطة، لأنّ الدنيا بتتغير وبتخلق محاور، ومن حق الناس تستفيد من موقعها وقدراتها»، لافتا إلى أنه جاء الوقت لكي تستفيد مصر من موقعها الجغرافي، وامتلاكها لمحور شريان رئيسي للتجارة العالمية (قناة السويس)، الذي تمرّ منه نحو 13 بالمئة من التجارة العالمية.