بن فرحان يسلّم إلى رئيسي دعوة من خادم الحرمين لزيارة المملكة
• عبداللهيان: المحادثات تطرقت إلى العلاقات الاقتصادية وملفات إقليمية
• واشنطن تهدد بالانسحاب من التفاهم مع طهران
كشف مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية لـ «الجريدة»، أن طهران تلقت تهديداً صريحاً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب من التفاهمات الأخيرة، إذا واصلت طهران تسريب الأنباء عن المفاوضات.
وذكر المصدر أن الجانب الأميركي أوضح للوسيط العُماني في آخر جولة محادثات، أن الإدارة الأميركية، التي تستعد للانتخابات الرئاسية العام المقبل، ترغب في إبقاء المفاوضات ونتائجها في السر، وهي غير مستعدة لبحث أي خطوة تحتاج إلى قرار من الكونغرس.
في المقابل، أفاد المصدر بأن إيران مستاءة من طريقة تعامل واشنطن مع التسريبات حول الاتفاق، وترى أن «الاتفاق السري» لن يفيدها في تحسين وضعها الاقتصادي المتردي، الذي يحتاج إلى دفعة معنوية لطمأنة السوق واستعادة بعض الثقة.
وكشف أن نائباً للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ضغط على وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان للإعلان على لسانه، تحرير مليارات الدولارات الأميركية من الأرصدة المجمدة، الأمر الذي سارعت واشنطن إلى تكذيبه، إلا أن أطرافاً داخلية واصلت التسريبات لإغضاب الأميركيين.
وبحسب المصدر، تعهّد المفاوض الإيراني للأميركيين بعدم تكرار التسريبات، وطالب بمحاسبة إسرائيل التي يقوم الأميركيون بإطلاعها على كل التفاصيل.
ولفت إلى أن واشنطن اكتفت خلال المباحثات الأخيرة بقصر خطوتها للتهدئة على السماح لطهران بالوصول إلى الأسواق العالمية لبيع البترول والبضائع، وتحصيل الأموال عبر قنوات موازية، في بلدان مثل العراق والإمارات وقطر وعمان، وقصر استخدامها على استيراد البضائع التي تحتاجها.
وذكر أن واشنطن ستسمح لطهران بتسديد ديونها تجاه دول ومنظمات دولية، عبر السماح للبنك المركزي الإيراني باستخدام أرصدته في بعض الدول.
وتحدث عن مشاورات أوروبية- أميركية، أعقبت اجتماع «الترويكا» ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع رئيس وفد التفاوض النووي الإيراني باقر كني في أبوظبي، لكي تشمل الإعفاءات الأميركية الشركات الأوروبية عبر تفعيل آلية مشابهة لـ«الانتستكس»، التي تم تطويرها لتفادي عقوبات إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018.
واختتم المصدر تصريحاته بالتشديد على وجوب عدم توقع أي اتفاق بين الجانبين قبل الانتخابات الأميركية المقررة العام المقبل، رغم احتمال بلورة تفاهم ينهي حالة الجمود والتصعيد بين الطرفين لبناء الثقة، ويهدف إلى إحياء الاتفاق النووي مستقبلاً.
إلى ذلك، ولدى وصوله إلى طهران، أمس، سلّم وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تتضمن دعوته لزيارة المملكة.
وعقد بن فرحان مباحثات ثنائية مع نظيره الإيراني في مستهل زيارته التي تعد الأولى لوزير خارجية سعودي إلى الجمهورية الإسلامية منذ 17 عاماً.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال بن فرحان، إن محادثاته مع عبداللهيان اتسمت بالإيجابية والوضوح، مشدداً على «أهمية التعاون الأمني بين البلدين، لاسيما في الأمن البحري، ولضمان خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل»، مؤكداً «ضرورة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وعبّر عن أمله أن «تنعكس عودة العلاقات على المنطقة والعالم»، كاشفاً أن افتتاح سفارة بلاده في طهران سيتم في وقت قريب.
في المقابل، قال عبداللهيان إن «المحادثات تناولت التعاون في مجالات عدة، خصوصاً العلاقات الاقتصادية»، مضيفاً أنها تطرقت إلى «قضايا إقليمية ودولية» بينها القضية الفلسطينية.
وكان وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش، شدد على أن مشاريع طهران الاقتصادية مع السعودية، في صلب جدول الأعمال عند عودة العلاقات بين البلدين.
وأفادت وكالة «نور نيوز» الإيرانية، بأن الرسالة السعودية تتمحور حول «توسيع العلاقات الثنائية» بعد اتفاق استئناف العلاقات بين القوتين الإقليميتين بوساطة صينية مارس الماضي.
وتحدثت تقارير عن تخطيط الرئاسة الإيرانية لإجراء رئيسي زيارة للرياض، قبل نهاية العام الحالي، متوقعة أن تكون بهدف تدشين مرحلة مهمة في العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي.