أين رجال الدولة؟
بعد ظهور نتائج الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة الجديدة، كنا نتوقع كمواطنين أن تطرح قضايا مهمة كبيرة بحجم الوطن.
لكن حتى تاريخ نشر هذا المقال، وبحسب متابعتي لكل ما ينشر في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، كل ما ألحظه هو دعوة رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم أو عدم دعوته لاجتماعات النواب وخلافات على مناصب المجلس وسحر وشعوذة وبادل، ومن الواضح أن القادم لن يكون بعيداً عن هذا الإطار بحيث سنواصل سماع مواضيع كمسلسلات رمضان والرقص الشرقي إلى آخر هذه المعزوفة.
سعر المعادلة بين الإيرادات والمصروفات حسب ما وضعته «ماما» الحكومة سبعون دولاراً أميركياً، وما زلنا ومنذ سنوات نبيع نفطنا فوق هذا المعدل، ولعل الحرب الروسية الأوكرانية وحاجة العالم الى مصادر الطاقة بالإضافة الى سياسة قوية تتبعها مجموعة الأوبك ساهمت في إبقاء سعر البرميل مناسباً للجميع، ولكن الأسئلة تطرح نفسها للمرة المليون: ماذا لو انخفض سعر برميل النفط إلى ما دون الخمسين دولاراً؟ هل لدينا خطط فعلية لتنويع مصادر الدخل أم شعارات وتمنيات وخطط لا تصلح إلا على الورق؟ وماذا عن الدورة المستندية وكتابنا وكتابكم؟ هل هي قادرة على موكبة أي خطة لتنويع مصادر الدخل؟ قبل هذا وبعده، لماذا لم يطرح هذا الموضوع في النقاش الانتخابي بدل تبني المواضيع السطحية ودغدغة مشاعر الناخبين في الحديث عن إسقاط القروض، ونحن نعلم أن الموضوع مغلق حين طرح منذ عشرين عاماً.
هل الحكومة الجديدة ستشكل للتحديات الاقتصادية المقبلة، أم كالعادة محاصصة طائفية وقبلية وعائلية؟
كثرت الأسئلة وهي مستحقة، ولكن لا أحد يجيب، فالحكومات لا يوجد فيها كبار كعبدالعزيز حسين وعبدالرحمن العتيقي ومشاري العنجري ومن في مستواهم، وأروقة مجلس الأمة خلت بعد أن كان يتجول فيها أحمد الخطيب وسامي المنيس وجاسم القطامي وأحمد الربعي ومن قبلهم كبار بحجمهم، وكلنا نشاهد مستوى من يصل وما القضايا التي تطرح.
كنت أتمنى أن أجامل ولو قليلاً، وخصوصاً أن لديّ علاقات طيبة مع بعض الوزراء والنواب، ولكن عندما يكون مستقبل هذا البلد على كف عفريت فلتذهب المجاملات إلى الجحيم.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك!