ناشد الرئيس البرازيلي اليميني المنتهية ولايته، جايير بولسونارو، المشاركين في الاحتجاجات ضد خسارته الانتخابات الرئاسية بـ «فتح الطرق» والتظاهر في أماكن أخرى، بينما نزل مئات الآلاف من أنصاره الى الشوارع في عدة مدن للضغط من أجل تدخّل الجيش لإبقائه في السلطة.

وفي فيديو مسجل، أشاد بولسونارو بالتظاهرات، معتبراً أنها «جزء من اللعبة الديموقراطية ومرحب بها»، وأنها تعبّر عن سخط الناخبين والشعور بالغبن الذي تعرّضوا له، لكنه دعا المحتجين الذي يغلقون الطرقات وبينهم سائقو الشاحنات الى فتح الطرق، مضيفا: «هذا الحصار لا يبدو لي أنه جزء من التظاهرات المشروعة». وأضاف: «أساليبنا يجب ألا تكون تلك التي يتبعها اليسار الذي يضر دائما بالسكان، مثل منع حرّية التنقل».

وتم تفسير خطاب بولسونارو على صفحات يمينية متطرفة في وسائل التواصل على أنه يشجع استمرار الاحتجاجات. وكان بعض أنصار الضابط المتقاعد والزعيم اليميني المتطرف قد واصلوا إغلاق الطرق، أمس الأول، في أكثر من نصف ولايات البرازيل، كما تظاهروا أمام مقر القيادة العسكرية في ساو باولو وبرازيليا وريو دي جانيرو، داعين إلى تدخّل الجيش، وطالب بعضهم بانقلاب عسكري.
Ad


وكان بولسونارو قد كسر صمته الذي دام يومين، قائلاً إنه «سيحترم» الدستور، معطياً الضوء الأخضر لانتقال السلطة إلى خليفته اليساري لويس لولا دا سيلفا، دون أن يعترف صراحة بالهزيمة او تهنئة غريمه. لكن نائبه الجنرال هاميلتون موراو قال لصحيفة أو غلوبو اليومية إنه «لا فائدة من البكاء، فقد خسرنا اللعبة».

وفي ساو باولو، تظاهر عشرات الآلاف من أنصاره منتصف نهار أمس الأول، أمام مقر القيادة العسكرية الجنوبية الشرقية، مطالبين بتدخل الجيش بهتافات مثل «تدخّل فدرالي على الفور»، فيما هتف بعضهم «مقاومة مدنية»، واصفين لولا بـ «الدكتاتور الشيوعي الفاسد».

وعند حاجز على الطريق قرب بلدة ميراسول في ساو باولو، صدم سائق سيارة حشدا من المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة 7 أشخاص على الأقل. وفي ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية، تم تصوير محتجين وهم يؤدون التحية النازية. ونُظمت تظاهرة أيضا أمام مقر قيادة الجيش في برازيليا، جمعت أيضاً عشرات آلاف المتظاهرين. كما خرجت تظاهرة في ريو دي جانيرو، حيث طالب المتظاهرون بتدخّل الجيش، ورددوا أمام مقر القيادة العسكرية «لولا أيها اللص مكانك في السجن». وقال التاجر رودريغو دا ماتا (41 عاما) في ساو باولو: «نطالب بتدخّل الجيش، حتى لا يصبح بلدنا شيوعيا». وأضاف: «لا نعترف بنتيجة الانتخابات، لأننا نعلم أنها مزورة مثل كل شيء يفعله حزب العمال» الذي يتزعمه لولا. وقالت المتظاهرة أنجيلا كوزاك (70 عاما) «لا يمكننا أن نقبل أن يحكمنا لصّ»، في إشارة إلى إدانة لولا بالفساد التي ألغتها المحكمة العليا.

لكن عدد الطرق المقطوعة تراجع في وقت لاحق، فقد أعلنت شرطة الطرق السريعة الفدرالية أنها سجلت نصب نحو 150 حاجزا في الدولة الشاسعة مقابل 271 في اليوم السابق.

وفي ساو باولو، سمحت مجموعة من عشرات المتظاهرين بمرور العربات على مسار واحد فقط في كلا الاتجاهين من الطريق الرئيسي الذي يربط الولاية التي تعدّ الرئة الاقتصادية للبرازيل مع وسط غرب البلاد، لكنّ الشرطة تحاول إخلاء هذا المحور الاستراتيجي.

وأطلقت الشاحنات أبواقها، وعلى مسارات الطريق انتشر المتظاهرون الذين يرتدون قمصانا ملونة بالأصفر والأخضر التي تعد شعارا مفضلا لأنصار بولسونارو، ولوّحوا بلافتات أمام المركبات التي تمكّنت من المرور.

وأدى انسداد الطرق إلى صعوبات في الإمداد بالبرازيل التي تعتمد بشكل شبه حصري على الطرق البريّة لنقل البضائع والمنتجات الغذائية. وحذّر الاتحاد الوطني للصناعات من «مخاطر تسجيل شحّ في بعض المواد ونفاد الوقود»، إذا لم يتم رفع الحواجز على وجه السرعة. وقدّر الموقع الإخباري «جي1» أن 70 بالمئة من المتاجر الكبرى تشهد بالفعل نقصا في الإمدادات من بعض المنتجات.