السيسي: وقف الاقتتال أولوية لبدء حوار سوداني
• الرياض وواشنطن تسعيان لهدنة في عيد الأضحى
بالتزامن مع دخول هدنة تمتد لـ 72 ساعة بين طرفَي الصراع في السودان، تم التوصل لها بوساطة أميركية - سعودية، حيّز التنفيذ أمس، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن وقف الاقتتال وإطلاق النار بشكل دائم وشامل، لبدء عملية الحوار السلمي، هي الأولوية التي ينبغي تكثيف الجهود من أجل تنفيذها.
وقال الرئيس المصري، خلال استقباله نائب مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، إن بلاده تبذل أقصى الجهود لتحقيق التهدئة وحقن الدماء ودفع مسار الحل السلمي.
وناقش السيسي، أمس، مع عقار والوفد رفيع المستوى المرافق له الأوضاع في السودان، وذلك بمقر الرئاسة في القاهرة، بحضور رئيس المخابرات المصرية العامة، اللواء عباس كامل.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، بأن السيسي أكد خلال اللقاء أن مصر كانت، وستظل دائماً، سنداً وعوناً للسودان، خاصةً خلال الظروف الدقيقة التي يمرّ بها، آخذاً في الاعتبار الروابط التاريخية بين الشعبين والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع البلدين.
وأكد الرئيس المصري دعم القاهرة الكامل للسودان وتماسك دولته، ووحدة وسلامة أراضيه.
واستمع الرئيس المصري إلى عرض لتطورات الأوضاع في السودان فيما يتعلق بمسار الأزمة الراهنة، حيث أوضح نائب رئيس مجلس السيادة مجريات الجهود الرامية لتسوية الأزمة، على النحو الذي يحافظ على وحدة الدولة وتماسكها، فضلاً عن سبل التعاون والتنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة.
وأشاد بالمساندة المصرية الصادقة والحثيثة، للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف الحرج الذي يمرّ به، ومن بين ذلك استقبال أبناء السودان في وطنهم الثاني مصر، معرباً عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الإفريقية بأسرها.
وكان عقار قد حذّر، من القاهرة أمس الأول، من أنه «إذا انهار السودان في الصباح، فستنهار الدول المجاورة ليلا»، مشيرا إلى أن «هزيمة الجيش السوداني تعني انهيار دول القرن الإفريقي بشكل كامل». وعبّر عن تأكيده على ضرورة أن تنتهي الحرب بانتصار الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على قوات «الدعم السريع» التي يقودها النائب السابق لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ «حميدتي».
إلى ذلك، أفاد سكان بأن الاشتباكات هدأت في العاصمة السودانية الخرطوم صباح أمس، في أعقاب معارك وضربات جوية خلال الليل، وذلك مع بدء سريان وقف إطلاق النار بهدف تهدئة القتال المستمر منذ أكثر من شهرين بين طرفَي الصراع. واتفق الجيش و«الدعم السريع» على وقف الهجمات وعدم السعي للحصول على مكاسب عسكرية خلال فترة الهدنة، فضلا عن السماح بتسليم المساعدات. وأمس، أفادت تقارير بأن الوساطة السعودية - الأميركية تكثف جهودها لإقناع ممثلي طرفي الصراع السوداني في جدة بقبول هدنة جديدة لمدة 5 أيام، بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك نهاية الشهر الجاري.
في السياق، دانت وزارة الخارجية التونسية اقتحام مجموعات مسلحة مقر إقامة السفير التونسي بالخرطوم ونهب ممتلكاته والعبث بمحتوياته، داعية إلى محاسبة الجناة بعد تعديهم الصارخ على حرمة المقر الدبلوماسي.
وأضافت في بيان: «وإذ تدعو تونس إلى تتبّع الجناة ومحاسبتهم، فإنها تجدد التأكيد على موقفها الثابت الداعي إلى ضبط النفس والوقف الفوري للاقتتال، وتغليب المصلحة العليا للشعب السوداني».
وكان الصراع على السلطة بين الجانبين قد حوّل العاصمة إلى منطقة حرب ابتليت بعمليات النهب، وأدى إلى اندلاع قتال في مناطق أخرى، وأثار تصعيدا حادا للعنف في دارفور بغرب السودان.