«حلحلة» حذرة بين بكين وواشنطن
في اليوم الثاني والأخير من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الهادفة إلى تحسين العلاقات المتوترة، أكّد الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم، «إحراز تقدّم» مع الولايات المتحدة والتوصّل إلى «أرضيّات تفاهم»، في حين رفض كبير دبلوماسييه وانغ يي تقديم أي تنازل أو تسوية في ملف تايوان.
وقال شي، خلال استقباله بلينكن في قاعة الشعب الكبرى: «أوضح الجانب الصيني موقفنا واتفق الجانبان على متابعة التفاهمات المشتركة التي توصلت إليها أنا والرئيس جو بايدن في قمة مجموعة العشرين في بالي عام 2022»، مضيفاً: «الطرفان أحرزا تقدّماً وتوصّلا إلى أرضيّات تفاهم حول نقاط محدّدة وهذا الأمر جيّد». وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ بأن الرئيس الصيني أبلغ بلينكن بأن «التفاعل بين الدول يجب أن يقوم دوما على أساس الاحترام المتبادل والصدق»، آملاً أن «تسهم زيارته مساهمة إيجابية في الاستقرار».
ونقلت الخارجية الصينية عن بلينكن قوله: «تلتزم الولايات المتحدة بالعودة لجدول الأعمال الذي وضعه زعماء البلدين في بالي. والتعهدات التي قطعها الرئيس جو بايدن، بأنها لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا تسعى لتغيير النظام الصيني ولا تسعى، بتعزيزها علاقاتها مع الحلفاء، إلى مواجهة الصين».
وجاء الاجتماع، الذي استمر نصف ساعة تقريباً وتم تأكيده في اللحظة الأخيرة كبادرة خاصة ودلالة على أن شي يسعى للتهدئة، بعدما أجرى بلينكن محادثات تزيد عن عشر ساعات على مدى يومين مع مسؤولين صينيين آخرين.
وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحافي بختام زيارته، إنه اتفق مع القيادة الصينية على الحاجة إلى «استقرار» العلاقات، مؤكدًا «وضوح رؤيته» بشأن الخلافات الواسعة.
وأضاف أنّه «في كلّ اجتماع، شدّدت على أنّ المشاركة المباشرة والتواصل المستمر على المستويات العليا هما أفضل طريقة لإدارة الخلافات بمسؤولية وضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع، وسمعت نفس الشيء من نظرائي الصينيين. كلانا متّفق على الحاجة إلى استقرار علاقاتنا».
وتابع: «نحن ودول أخرى تلقّينا ضمانات من الصين أنّها لا تقوم ولن تقوم بتزويد مساعدة فتاكة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا»، معرباً في الوقت نفسه عن قلقه من تصرفات شركات صينية خاصّة.
وفي دار الضيافة بحدائق دياويوتاي القديمة، اجتمع كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي مع بلينكن اليوم مدة ثلاث ساعات، وأكد له «من الضروري الاختيار بين الحوار أو المواجهة والتعاون أو الصراع».
وحث أعلى مسؤول في الدبلوماسية الصينية الولايات المتحدة على التوقف عن «تضخيم تهديد الصين» وعرقلة تطورها التكنولوجي ورفع «العقوبات الأحادية غير القانونية».
وبعيداً من الكاميرات، قال وانغ لبلينكن، بحسب تلفزيون «سي سي تي في» الرسمي، إن زيارته «لبكين هذه المرة تأتي عند منعطف دقيق في العلاقات الصينية الأميركية، وعلينا عكس مسار دوامة تدهورها والضغط من أجل العودة إلى مسار سليم ومستقر والعمل معًا لإيجاد طريقة صحيحة للانسجام».
وشدد وانغ على أن «الصين لن تقدم أي تنازلات بشأن تايوان، قائلًاً: «على هذا الصعيد لا مجال للتسوية أو التنازل، يجب على الولايات المتحدة أن تحترم فعلا مبدأ الصين واحدة واحترام سيادتها وسلامة أراضيها».
قبل اجتماعهما، ابتسم الرجلان أمام الكاميرا وتبادلا النكات، ثم بدأ الاجتماع بحضور مساعديهما الذين وضعوا كمامة، على عكس بلينكن ووانغ، التزامًا ببروتوكولات الحماية من كوفيد-19.
وفي وقت سابق، التقى بلينكن نظيره الصيني تشين غانغ مدة سبع ساعات ونصف ساعة. واتفق الطرفان على الابقاء على التواصل لتجنب أي خلاف.
من جهة أخرى، التقى رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في أول زيارة خارجية له بالرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في قصر بيلفيو ببرلين وبالمستشار أولاف شولتس.
وأمل تشيانغ في الحصول على «إشارة إيجابية قوية نحو استقرار سلاسل التصنيع والإمداد الدولية، فضلا عن السلام والازدهار في العالم»، مشيرا إلى أن الوضع العالمي الراهن يستلزم تبادل الأفكار والآراء.