شهدت السندات السيادية الأكثر خطورة في العالم لحظة تفاؤل مفاجئة، إذ يسعى مستثمرو «وول ستريت» للحصول على عوائد عالية من البلدان التي تظهر إشارات مبكرة على وجود محاور صديقة للسوق.

وتفوق أداء السندات الدولارية الحكومية ذات التصنيف الرديء من السلفادور إلى نيجيريا وتركيا هذا الشهر، حيث يتخذ مديرو الأموال رهانات محفوفة بالمخاطر مقابل العوائد الكبيرة.

Ad

ويبقى السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان بإمكان السياسات التقليدية أن تستمر في جذب رؤوس الأموال بينما تكرر البنوك المركزية الكبرى التزامها بخفض التضخم.

قال مدير المحفظة في «Ninety One UK Ltd»، زايوس لو: «لا يزال هناك مجال كبير لهذه الأصول للارتفاع، في إشارة إلى عائدات السيادية المرتفعة.

«ولكن من المرجح أن تكون المرحلة التالية من الارتفاع أكثر صرامة إذ لا يزال هناك عدم يقين فيما يتعلق بكيفية تعامل الأصول الخطيرة مع التشديد المستمر في السيولة العالمية».

وقد يدفع ذلك بعض الأسواق للاستفادة ومنها مصر، وسط بحث المستثمرين في أصول الأسواق الناشئة ذات العوائد المرتفعة عن أدلة بشأن إمكانية تجنب ركود عميق ومؤلم.

وكافحت أصول الأسواق النامية للشروع في هذا النوع من الارتفاع الذي توقعه المحللون لعام 2023 إذ فقد التعافي الاقتصادي الصيني قوته وحافظ كبار صانعي السياسة على أسعار الفائدة مرتفعة.

في غضون ذلك، ارتفع عدد حالات التخلف عن السداد في الدول السندات الحكومية لبعض الدول الناشئة إلى مستوى قياسي - مما أدى إلى جهود محمومة لتسريع عملية إعادة هيكلة الديون السيادية.

وهذا ما يجعل الأداء المتفوق لهذا الشهر بين السندات عالية المخاطر يبرز. عادت الديون ذات العوائد المرتفعة من الأسواق الناشئة إلى ما يقرب من 3% في يونيو حتى الآن، وجاءت أكبر المكاسب من البلدان شديدة المضاربة المصنفة «CCC»، في غضون ذلك، لم تتغير الدول ذات التصنيف الاستثماري هذا الشهر.

من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي في شركة «ويلز فارغو»، بريندان ماكينا: «لقد أدى التحول إلى سياسات أكثر تقليدية وصديقة للسوق إلى تفوق أداء السندات السيادية مؤخراً في دول مثل تركيا ونيجيريا. «هذا اتجاه يمكن أن يستمر عبر الأسواق الناشئة في المستقبل».

حتى أن الأرجنتين المتخلفة عن سداد ديونها شهدت تقدماً في سنداتها الدولارية في يونيو، حيث يتأهب المستثمرون للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد.

في الوقت نفسه، يتصاعد الجدل في «وول ستريت» حول كيفية تداول الأسواق الناشئة المحفوفة بالمخاطر، حيث تحافظ البنوك المركزية الرئيسية على لهجتها المتشددة.

وأشار كل من الاحتياطي الفدرالي والبنك المركزي الأوروبي إلى الحاجة لمزيد من الزيادات في أسعار الفائدة لقمع التضخم، مما أدى إلى إحياء القلق بشأن المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي.