مجلة الكويت... رسالة معرفية ثرية في سجل الثقافة العربية
تولي دولة الكويت باعتبارها منارة ثقافية رائدة جل اهتمامها بمختلف مجالات الثقافة والآداب والمعرفة، لخصوصيتها المميزة على طريق تطور البلاد ونهضتها، والارتقاء بالمجتمع الملم بالعلم والمعرفة.
وضمن صفحات التاريخ الثقافي الكويتي الناصع تؤدي مجلة «الكويت»، منذ عشرينيات القرن الماضي، رسالة إعلامية وثقافية بنشر المعلومات الأدبية والعلمية والمعرفية في الكويت والعالم العربي، ولتكون أشبه بحلقة وصل ما بين الدول العربية وكتاب المجلة وقرائها.
وإذ شكلت هذه التجربة الغنية للمجلة عبر تلك السنوات قيمة ثقافية متراكمة كبيرة، فإن رسالتها تندرج وتتماشى مع الجانب المعرفي والثقافي لرؤية «كويت جديدة 2035»، وتشجيع الثقافة الرقمية وتنفيذ استراتيجية وزارة الإعلام (2021-2026) التي أطلقها وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري.
وتتولى «الإعلام» ممثلة في قطاع الصحافة والنشر والمطبوعات، بتوجيهات داعمة من الوزير المطيري، إصدار المجلة شهرياً، وسط سعي حثيث من أسرة تحريرها لإثبات دور المجلة، والحرص على انتشارها جيداً، وإقامة فعاليات ثقافية تناسب طرحها الثقافي.
وحرصت أسرة تحرير المجلة، برئاسة عائشة العسعوسي، على أن تكون هناك بصمة ثقافية للمجلة، وتعرض أبرز مقالات الكتاب في الكويت والعالم العربي، وتخصص لهم مساحات لعرض أفكارهم والمواضيع الثقافية التي تشغل العالم المعاصر، كما تعطي مساحة للكتاب الشباب.
وعلاوة على دورها الثقافي، تحرص المجلة على الهوية الوطنية من خلال عرض مقالات متنوعة تستذكر فيها التاريخ والتراث الكويتيين بأقلام باحثين متخصصين بالتراث الكويتي بكل جوانبه وتفاصيله.
وتبذل أسرة التحرير الحالية جل جهودها لتقديم المجلة للقارئ العربي بشكل مميز شكلا ومضمونا، وتسعى لأن تكون وسيلة للتواصل مع القراء في أرجاء العالم من خلال صفحاتها وموقعها الإلكتروني.
وأتت فكرة إنشاء الموقع الإلكتروني للمجلة مواكبة للتطور الرقمي والمتغيرات في عالم المطبوعات الصحافية والثقافية، ومنح الفرصة للقراء في الكويت والعالم لمطالعة الموضوعات التي تنشرها شهريا، تأكيدا للدور الريادي الثقافي للكويت.
وساهم الموقع منذ إطلاقه في زيادة رقعة انتشار مجلة «الكويت»، بما تشمله من موضوعات وقضايا ومعلومات متنوعة لتصل إلى أكبر عدد من قراء العالم العربي، ولتثبت اسم الكويت على خريطة الثقافة والإعلام.
ويعتبر استمرار إصدار مطبوع ورقي من المجلة، رغم التحديات التكنولوجية، إنجازا لوزارة الإعلام والثقافة وللمجلة خصوصا في وقت وظفت المجلة التكنولوجيا في إصدارها الورقي، وأصبحت حاليا مقروءة ومسموعة ومرئية من خلال الباركود، إذ يتم سماع أشعار بأصوات الشعراء، ومشاهدة أفلام وثائقية تخدم الموضوع.
وتحرص المجلة على تحقيق الشراكة المجتمعية مع جهات الدولة المختلفة، ووقعت كثيراً من بروتوكولات التعاون الإعلامي مع عدد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ويعتبر توقيع تلك البروتوكولات سابقة في تاريخ المجلة، إيماناً من وزارة الإعلام بأهمية التعاون المشترك، وأن جميع مؤسسات الدولة شريكة في رسم الرسالة الإعلامية.
وأبرزت تلك الشراكة الدور الوطني والتربوي والاجتماعي الذي تؤديه المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة والمجتمع المدني عبر صفحات مجلة الكويت، لتعكس الصورة المشرقة للكويت في شتى المجالات الإنسانية.
وإلى جانب محتواها تحرص مجلة «الكويت» على حضورها في المحافل الثقافية وإقامة فعاليات من شأنها التأكيد على الدور الثقافي للمجلة، كما تهدف إلى تلبية حاجات الباحثين على المستويات المحلية والعربية والعالمية في مجال البحوث والدراسات بتوفير مرجعية علمية لهم.
وعلاوة على ذلك، تواكب المجلة المستجدات، وتتولى إصدار أعداد خاصة متى دعت الضرورة إلى إلقاء الضوء على موضوعات حيوية ومهمة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والإعلامية، كما تحرص على رصد الظواهر الثقافية والفنية الخليجية والعربية الدورية كالمهرجانات والمنتديات والملتقيات وقراءتها وتحليلها، لتكون الكويت الوطن حاضرة ومؤثرة فيها، وتسلط كذلك الضوء على المشاريع التنموية الرائدة في البلاد لعكس الصورة المشرقة للكويت.
المعالم الحضارية
وتهتم المجلة كذلك بتعريف الشباب والنشء بمدى عمق المجتمع الكويتي وأصالته، وتناول سير وجوانب من حياة الشخصيات الكويتية على مر التاريخ، حيث تطرح الموضوعات التراثية والتاريخية، وتسعى أيضا من خلال صفحاتها إلى تعريف القراء بالمعالم الحضارية في الكويت كالآثار والمؤسسات العصرية، وبمنظومة القيم التي قامت عليها الدولة وامتداد تجربتها الديمقراطية المتميزة في محيطها إلى الآن.