غداة تعرّض قوات إسرائيلية لكمين مُحكم في جنين أجبرها على خوض قتال امتد 10 ساعات بمساندة جوية من مروحيات «أباتشي»، وأسفر عن مقتل 5 فلسطينيين، أعلنت هيئة «نجمة داوود الحمراء»، اليوم، مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 4 بعد تعرّضهم لإطلاق نار من مسلحَين فلسطينيَّين، قتل أحدهما عند محطة وقود بالقرب من مستوطنة عيلي شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأطلقت القوات الإسرائيلية حملة تمشيط واسعة بحثاً عن المنفذ الآخر الذي تمكن من مغادرة المكان الواقع شمال مدينة رام الله، قبل أن يسقط قتيلاً بيد قوات الاحتلال في موقع آخر، فيما عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجتماعا أمنيا لتقييم الوضع. وتفقد وزير الأمن القومي المتشدد ايتمار بن غفير موقع الهجوم فيما اشادت «حماس» بالعملية واعتبرتها رداً طبيعياً على ما جرى في جنين.

Ad

وفي وقت سابق، ألمح وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى احتمال شن عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية المحتلة، قائلا إن «جميع الخيارات مطروحة للحفاظ على حرية عمل قواتنا وشنّ ضربات استباقية وهجومية ضرورية بأي مكان». وزار غالانت 3 جنود يتلقون العلاج بعد إصابتهم بكمين جنين خلال مشاركتهم بحملة مداهمات وتوقيف لمطلوبين بينهم قيادي بحركة حماس.

جاء ذلك وسط تباين إسرائيلي بشأن النتائج المحتملة لشنّ العملية العسكرية ضد جنين التي يدفع اليمين المتطرف بحكومة نتنياهو لتنفيذها لمنع تحوّل شمال الضفة إلى «غزة ثانية» لا يمكن للقوات الأمنية دخولها لملاحقة نشطاء الفصائل الفلسطينية. ويرى البعض في إسرائيل أن العملية ضد جنين ضرورية لتفكيك قدرة الفلسطينيين على صناعة العبوات الناسفة التي باتت قوية، وبإمكانها تعطيل عربات عسكرية مصفحة ومدرعة، كما حدث أمس، فيما يحذّر البعض من احتمال تصعيد الموقف واندلاع اشتباكات ومواجهات بعموم الضفة.

وعلّق مسؤول عسكري من القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، على اقتحام جنين، وقال إن «طبيعة الكمين الذي أعده المسلحون الفلسطينيون كان غير مألوف للغاية»، موضحاً أن «العبوات الناسفة التي استخدمت تزن حوالي 40 كغم، مما أدى إلى توقّف استخدام مركبة بانتر، وهذا أمر غير معتاد وحتى شديد للغاية بالنسبة لهذا المشهد». وأضاف أن «العربة المتضررة كانت مصممة للتعامل مع المتفجرات وإطلاق النار، لذلك، فإن التحقيق يتمحور الآن فيما إذا كانت المتفجرات التي تسببت في الضرر مصنعة محلياً، أو تم تهريبها إلى المنطقة».

وفي حين أعلن عن وفاة فلسطيني سادس متأثرا بجراحه في اشتباكات جنين، أفيد بقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي بعد قيامه بإلقاء زجاجة حارقة على عربة عسكرية قرب بيت لحم.