وسط تكهنات باحتمال توصل بلاده إلى تفاهم محدود مع الولايات المتحدة يشمل برنامجها النووي وأموالها المجمدة بمصارف حول العالم، إضافة إلى تبادل إطلاق سجناء، استهل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في قطر جولة خليجية تشمل عمان في حين تتواصل الاتصالات لتشمل الجولة الكويت.
وفي الدوحة، استقبل أمير قطر تميم بن حمد الوزير عبداللهيان. وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان مقتضب، بأن المباحثات بين عبداللهيان وأمير قطر الذي تلعب بلده دوراً نشيطاً في الوساطة بين طهران وواشنطن إلى جانب الدور المحوري الذي تقوم به سلطان عمان، تناولت «الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية». كما أجرى عبداللهيان مشاورات منفصلة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وذكرت وكالة «إرنا» الإيرانية الحكومية، أن القضايا المرتبطة بالمفاوضات النووية ضمن محاور مباحثات الوزير التي تشمل عدة ملفات في جولته الإقليمية التي استهلها من الدوحة.
بدورها، لفتت وكالة الأنباء القطرية «قنا»، إلى أنه جرى خلال اللقاءات مع الضيف الإيراني استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما تطورات الأوضاع في المنطقة. وأشارت إلى أنّ رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري حضر الاجتماع بين الأمير تميم وعبداللهيان والوفد رفيع المستوى المصاحب له.
تعزيز الجوار
وأكد عبداللهيان لدى وصوله إلى الدوحة أن بلاده تسعى لـ «مواصلة التطوير الشامل للعلاقات مع دول الجوار لأنه يمثل إحدى الدعائم الرئيسية لنظرية السياسة الخارجية المتوازنة التي تتبناها حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي».
وشدد على أن الدول المجاورة لإيران تتمتع بإمكانات اقتصادية وتجارية وسياسية بالغة الأهمية، موضحاً أن زيارته للدوحة ومسقط تهدف إلى تعزيز العلاقات ومتابعة القرارات المتخدة في الزيارات المتبادلة السابقة لكبار المسؤولين. وتأتي زيارة عبداللهيان للدوحة بعد نحو أسبوع من زيارة لافتة قام بها محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين حيث ناقش مع المسؤولين القطريين سبل تعزيز التعاون النقدي والمصرفي والاقتصادي.
مسار مبشر
في غضون ذلك، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بأن المنطقة تشهد ديناميات إيجابية على مسار التواصل والحوار بين معظم الدول.
وقال كنعاني: «إن زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لإيران، واستئناف أنشطة سفارتي الإمارات وقطر، وزيارة عبداللهيان الإقليمية للدول المطلة على الخليج الفارسي، تبشر بمستقبل مشرق على أساس التعاون البناء بين دول المنطقة». واستعادت طهران العلاقات مع العديد من دول الخليج العربية أخيراً، وتقاربت مع السعودية بموجب اتفاق توسطت به الصين في مارس الماضي. وفي أوائل يونيو الماضي، أعلن قائد البحرية الإيرانية أن طهران تخطط لتشكيل تحالف بحري يضم قطر والإمارات والسعودية والبحرين والعراق وباكستان والهند.
قلق روسي
في هذه الأثناء، تحدثت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» عن «عرض البيت الأبيض صفقة على طهران من وراء ظهر الكرملين»، مشيرة إلى أن «تفاصيل مسودة الاتفاقات مع طهران، التي ظهرت في تقارير أميركية، تدعو إلى القلق»، موضحة أنه «في الواقع، المبادرة التي يجري الحديث عنها، عبارة عن مذكرة تفاهم غير رسمية». ولفتت إلى أن الصفقة تلزم طهران بالعمل على «التأثير في سلوك الجماعات الشيعية التي تقصف بشكل منهجي المنشآت العسكرية الأميركية في سورية والعراق، إضافة إلى الامتناع عن بيع صواريخ بالستية لروسيا».
ورأت أن «واشنطن بدأت تتحدث بالفعل عن حقيقة أن إحدى نتائج الاتفاق الأميركي ــ الإيراني المحتمل ستكون زعزعة استقرار الوضع على المستوى الإقليمي. ومع ذلك، فحتى أشد منتقدي السياسة الإيرانية قد يتراجعون. وهذا يدل على اختلاف الرأي داخل المؤسسة الإسرائيلية». واعتبرت أنه «حتى الآن، تحاول الولايات المتحدة وإيران التفاوض بشأن تبادل السجناء، الذي يُتوقع أن يكون الخطوة الأولى نحو صفقة أوسع».
هنية و«جبهة المقاومة» وفي وقت يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمعارضة أي تفاهمات نووية محتملة بين واشنطن وطهران، ، شكك الرئيس الإيراني لدى استقباله رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية، أمس، بالحديث الإسرائيلي عن «قوة الردع» التي تمتلكها الدولة العبرية. وطالب رئيسي بضرورة الحفاظ على الانسجام بين الفصائل المسلحة وتعزيزه، معتبراً أن «جبهة المقاومة غيرت موازين القوة ليس في فلسطين فحسب بل على الصعيدين الإقليمي والدولي».
من جهته، وبعد الكمين النوعي الذي قام به مقاتلون فلسطينيون في مخيم جنين في الضفة الغربية واستخدموا خلاله عبوات ناسفة لم تكن متاحة قبل للفصائل الفلسطينية، قال هنية إنّ «جبهة المقاومة تواصل النمو في غزة والضفة الغربية وفي جميع الأراضي المحتلة عام 1948 (داخل الخط الأخضر)». وأشار هنية إلى أنّ «من أكبر إنجازات الجبهة التنسيق الرفيع جداً عبر غرفة مشتركة بين الفصائل الفلسطينية بالخط الأمامي وغيرها بالمنطقة خلال ثأر الأحرار»، في إشارة إلى موجة تبادل القصف بين إسرائيل وفصائل غزة التي استمرت لـ5 أيام منذ شهر. وتابع: «لدينا لقاءات واجتماعات تنسيق مستمرة بين كل الفصائل من حزب الله وحركة الجهاد وباقي الفصائل».
إلغاء فرنسي
على صعيد منفصل، منعت فرنسا تجمعا مقرراً للمعارضة الإيرانية، بسبب تهديد بشن هجوم، وفقاً لخطاب أُرسل إلى منظمي الاحتجاج وكان من المقرر تنظيم التجمع بعد الإفراج عن دبلوماسي إيراني دِين بتدبير هجوم عام 2018. ويأتي الحظر في وقت تسعى قوى غربية إلى نزع فتيل التوتر مع إيران وبعد أسابيع قليلة من إطلاق طهران سراح العديد من الأوروبيين من سجونها، ومنهم مواطنان فرنسيان.