شدد رئيس السن لمجلس الأمة النائب مرزوق الحبيني على ضرورة تضافر جهود السلطتين التشريعية والتنفيذية لإنتاج أفضل ما يمكن من مشاريع الإصلاح التشريعي والسياسي والتنفيذي لتنعم الكويت ببرلمان يعكس رغبات شعبها الكريم.
وقال الحبيني، في كلمته بانطلاق دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة الذي افتتحه سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أمس: «اننا في هذه الحقبة والفترة الحساسة من تاريخ الكويت نصبو جميعاً إلى نقل الدولة لمرحلة جديدة من الانضباط والمرجعية القانونية منعا للخلاف ودرءا للتعسف في استخدام السلطة من أي من السلطتين التشريعية والتنفيذية والتعاون المثمر بينهما وضمان حياد ونزاهة السلطة القضائية».
وفيما يلي نص كلمة رئيس السن:
«بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين
سمو نائب الأمير ولي العهد حفظه الله ورعاه
سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر
الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الأمة المحترمين
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمو نائب الأمير ولي العهد
يطيب لي نيابة عن إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة، وأصالة عن نفسي أن أرفع الى مقامكم الكريم أسمى آيات الشكر والتقدير والتبجيل، لتفضلكم بحضور حفل افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة، راجيا العلي القدير أن يمتع سموكم بموفور الصحة وتمام العافية وأن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الحق والخير خطاكم، وأن يوفقكم الى ما فيه خير البلاد والعباد. كما أتضرع بالدعاء الى المولى - سبحانه - أن يمن بالشفاء العاجل على حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يديمه ذخرا للبلاد، وأن يحفظه ويرعاه.
كما يسرني أن أتوجه بخالص التهنئة إلى زملائي أعضاء مجلس الأمة، الذين حالفهم الفوز بعضوية المجلس ونالوا ثقة الشعب الكويتي العظيم راجيا لهم السداد والنجاح والفلاح، وأن يعينهم المولى عز وجل على تحمل المسؤولية، وأداء الأمانة التي كلفوا بحملها.
كما أسأله - جل شأنه - أن يوفقنا جميعا على أداء الرسالة البرلمانية السامية، وأن نكون على عهد آبائنا الذين أرسوا قواعد الديموقراطية في بلدنا الحبيبة الكويت، وأن نكون عند حسن ظن الشعب الكويتي بنا.
كما يطيب لي أن أتوجه بالتهنئة الى أعضاء الحكومة الجديدة لنيلهم ثقة حضرة صاحب السمو، راجيا لهم التوفيق والسداد، وأن يعينهم الله على تحمل مسؤولياتهم، وأن يعملوا جاهدين على تحقيق الثقة الغالية التي منحهم إياها صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.
سمو نائب الأمير وولي العهد
إن اجتماعنا اليوم والذي يشرف بحضوركم تحت قبة عبدالله السالم في بيت الأمة لهو عرس ديموقراطي لجموع الأمة، عرس لكل كويتي حريص على مصلحة وطنه قبل مصلحته الشخصية واضعا نصب عينيه رفعة الكويت واستقرارها وازدهارها. إنه لترجمة دقيقة لكل ما يحمله مصطلح (الديموقراطية) من دلالة ومعنى.
فلقد آليتم على أنفسكم العناية بآمال وطموحات الشعب وتعزيز الحكم وصونِ هيبة الدولة والاحتكام الى الدستور، باعتباره المرجعية والعروة الوثقى للحكم.. فتمخض عن ذلك كله خطابكم السامي الذي تضمن دعوتكم السامية لانتخابات عامة جديدة، انتصارا للإرادة الشعبية بالعودة اليها، لتقول هي كلمتها في اختيار من يمثلها. وها نحن اليوم نجني ثمار هذه الدعوة الكريمة بانعقاد مجلس الأمة والذي كان نتيجة لانتخابات عامة جرت تحت إشراف قضائي كامل اتسم بالنزاهة والشفافية.
سمو نائب الأمير وولي العهد
إننا في هذه الحقبة والفترة الحساسة من تاريخ الكويت لنصبو إلى نقل الدولة الى مرحلة جديدة من الانضباط والمرجعية القانونية، منعا للخلاف، ودرءا للتعسف في استعمال السلطة من أي من السلطتين التشريعية والتنفيذية، والتعاون المثمر بينهما وضمانا لحياد ونزاهة السلطة القضائية، والنأي بالبلاد عن حالة الخلاف لمجرد الاختلاف، سعيا لتحقيق طموحات الشعب الكويتي وتطلعاته وآماله.
ولقد تضمن خطابكم السامي حرص سموكم على تحقيق كل ما سبق مما نصبو إليه جميعا، ويأمله الشعب الكويتي بأطيافه كافة. ونحن أعضاء مجلس الأمة نعاهد سموكم على أن نعمل جاهدين في أن نكون عونا لكم، ديدننا التعاون المثمر، وعدتنا بذل الجهود وسبيلنا توحيد الصفوف، لنعبر بالبلاد إلى مستقبل زاهر، وإلى الكويت التي عهدها العالم أجمع في جميع المواقف الدولية والإقليمية، دولة تسعى الى نشر السلام والأمن معتمدة في ذلك على الله ثم على سواعد أبنائها رجالا ونساء، غايتها إعزاز هذا الشعب الكريم وتحقيق وحدته الوطنية.
سمو نائب الأمير وولي العهد
إن الشعب الكويتي قد قال كلمته في اختيار ممثليه، مدركين أن مشاركتهم الفعالة في الانتخابات فرصة لحماية وطنهم، وأن دافعهم الأكبر أن عليهم التحرك بسرعة وبقوة نحو صناديق الاقتراع، لحماية وطنهم مما قد يهدد واقعه ومستقبله ولا بد من أن تتضافر جهود السلطتين التشريعية والتنفيذية لإنتاج أفضل ما يمكن من مشاريع الإصلاح التشريعي والسياسي والتنفيذي لتنعم الكويت ببرلمان يعكس رغبات شعبها الكريم.
إن السبيل الوحيد والمسار الآمن لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الكويتي من إصلاحات هيكلية وإنجازات مستقبلية، يكمن في المعاونة الصادقة بين الحكومة وأعضائها من جهة وتعزيز التعاون البناء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من جهة أخرى. فعلى الحكومة والمجلس أن يعملا في تناغم تام وتوافق كامل يضمنان تحقيق المصالح والأهداف الوطنية وإعلاء شأن الوطن، ويحققان الحياة الطيبة الكريمة
للمواطنين، على أن تكون المرجعية والاحتكام للدستور وحده في تحديد وتنظيم هذه العلاقة بين السلطتين.
سمو نائب الأمير وولي العهد
ما أحوجنا ونحن في هذه المرحلة الفارقة، الى الاستقرار السياسي، ولن يتحقق هذا الاستقرار إلا بتوخي الحيطة والحذر، وأخذ الدروس والعبر، والنظر بعين المسؤولية لما يجري من أحداث سياسية عالمية.
فالأزمات والتحديات والأخطار بأنواعها كافة تحدق بالعالم من حولنا، ولسنا بمنأي ولا معزل عن العالم، وهذا يدفعنا الى أن نعمل ونجد في سبيل الحفاظ على وطننا الحبيبِ مما يحيط به من أزمات وأخطار وأن يكون حمانا - بعد الله - توحدنا وتعاوننا ونبذ خلافاتنا وتجردنا لخدمة وطننا.
وهذا التعاون والتعاضد يؤهلنا الى الاستمرار في انتهاج سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة تراعي المصالح الوطنية، وتحافظ على استقلال البلاد وسيادتها في مواجهة التحديات والمتغيرات والاضطرابات العالمية والإقليمية العاصفة. إن الشعب الكويتي ليعلم علم اليقين أن الانتخابات ومجلس الأمة هما أداة المواطنين، وسبيل مشاركتهم. في التشريع والرقابة، ومن هنا كانت الصورة المشرفة لجموع المواطنين وهم يهرعون الى صناديق الاقتراع تحقيقا لذلك اليقين، وصورة تعكس وعي الشعب الكويتي، وحرصه على مصلحة وطنه، وتنبئ عن حس وطني وديموقراطي متجذر في ثقافة هذا الشعب الكريم.
سمو نائب الأمير وولي العهد
إن الشعب الكويتي في هذا العهد الميمون يطمح الى الكثير من الإصلاحات الجوهرية، سواء على المستوى الاقتصادي، أو القضايا الساخنة ذات الصلة بالمجتمع الكويتي، وكذلك الإصلاح الاجتماعي والسياسي كما يأمل الشعب الكويتي ترشيد التركيبة السكانية حفاظا على الهوية الوطنية وعلى الأمن الاجتماعي، وحلا لقضية المقيمين بصورة غير قانونية (البدون) يدفعه في ذلك كله الأمل والتفاؤل تحت قيادتكم الحكيمة.
سمو نائب الأمير وولي العهد
في الختام نتوجه إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله بجزيل الشكر على تهانيه الرقيقة لجميع الأعضاء الذين فازوا في هذه الانتخابات، وأسأل المولى - جل في علاه - أن يحفظ سموه ذخرا للكويت وأهلها وأن يسبغ على كويتنا نعمة الأمن والاستقرار وأن يمتع حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وسموكم الكريم بموفور الصحة وتمام العافية وأن يحفظكم ويرعاكم».