استمتع جمهور مركز اليرموك الثقافي أمس الأول بأمسية موسيقية من طراز خاص للفنان والموسيقي د. بسام البلوشي، الذي عبر مع جمهوره الزمن والحدود في رحلة إلى الماضي، بصحبة الألحان التركية الكلاسيكية التي تحظى بشعبية كبيرة عربيا وعالميا.

وقال د. البلوشي، لـ «الجريدة»، «إن حفل ليلة من التراث التركي قدم أعمالا موسيقية مختلفة عن الألحان التركية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، إذ تبحر الأمسية في التراث التركي القديم، والموسيقى الأصيلة التي انبثقت عنها أعمال مهمة، وساهمت في انتشار الموسيقى التركية حول العالم حتى أصبح لها جمهور كبير عربيا وعالميا».

وأعرب عن سعادته بالتعاون المستمر مع دار الآثار الإسلامية، واستضافة حفلاته على مسرح مركز اليرموك الثقافي، مؤكدا أن جمهور المركز من طراز خاص، إذ يقدر الفنون الراقية، ويقبل على الحفلات، ويتفاعل معها بشكل كبير، ما يشعر الفنان بالرضا عما يقدمه، ويدفعه إلى تقديم المزيد لإرضاء جمهوره.
Ad


ثقافة جديدة

وأوضح البلوشي أنه محب للموسيقى التركية خاصة القديمة منها، لافتا إلى أن الجمهور بدأ يقبل في السنوات الأخيرة على ثقافة جديدة، وهي حضور الحفلات الموسيقية الآلية، سواء كانت شرقية أو غربية، وليس حضور الحفلات الغنائية فقط، كما كان في السابق، حتى أن هناك ألحانا كثيرة لموسيقار الأجيال الفنان الراحل محمد عبدالوهاب لم يعرف عنها أحد، لأن الحفلات الموسيقية التي تساهم في إحياء وتخليد تلك الأعمال لم يكن لها وجود في السابق، حين ارتبط الجمهور بالكلمة والشعر الغنائي وصوت المطرب أكثر من الموسيقى، أما الآن فقد أصبحت الموسيقى هي نجم الحفل، والجمهور يقبل للاستماع إليها والاستمتاع بها قائمة بذاتها دون حاجة إلى كلمات أو أشعار أو صوت غنائي، وهو توجه جديد ولكنه مهم ورائع ويعطي الموسيقى مكانتها الحقيقية وشخصيتها المستقلة بالعمل الفني. ونشأ البلوشي في بيئة موسيقية، وتعلم العزف على البيانو والعود والقانون منذ الصغر، ولشدة ولعه بالفن ترك دراسة الطب في أيرلندا، وتخصص في الموسيقى بعد التحاقه بالمعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت، وأكمل دراسته بتخصص القانون، وحصل على درجة الامتياز، وهو الآن أستاذ مساعد في المعهد العالي للفنون الموسيقية، ومدرس آلة القانون.

الفرقة الموسيقية

وعزف البلوشي في الحفل على آلة القانون بصحبة فرقته الموسيقية المؤلفة من 6 عازفين هم: د. أحمد سعيد، أحمد الشامي، لؤي صيرفي، مشعل حسين، عبدالعزيز القعيد، سعيد ارتست، وقدموا 9 لوحات موسيقية من أشهر الألحان التركية التراثية، منها «بريفانيم» و«حجاز ماندرا»، و«حيدر حيدر»، و«اليازماليم»، و«جولومكان»، وغيرها من الألحان القديمة.

من جانبه، صرح رئيس ديوانية الموسيقى بدار الآثار م. صباح الريس بأن حفل «ليلة من التراث التركي» جاء لتلبية أذواق الجمهور المتنوعة، مؤكدا حرص دار الآثار الإسلامية على تقديم الفنون المختلفة من موسيقى وغناء عربية وعالمية لمرتادي مركز اليرموك الثقافي، فضلا عن فعاليات الأطفال والورش والمحاضرات، لدعم الحركة الثقافية في الكويت، من خلال عدة قنوات شديدة التنوع.

وأشار الريس إلى أن الموسم الثقافي الحالي يضم فعاليات فنية وثقافية رغم تقليل الميزانية بنسبة 90 في المئة، معربا عن أسفه لهذا التقليص الذي جعل مركز اليرموك الثقافي بميزانية محدودة لا تتجاوز 10 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة، ولذلك فقد تم تقليص عدد كبير من الفعاليات والأنشطة للمواءمة مع الميزانية الجديدة. وشدد على أن الثقافة والفنون هي سمات المجتمعات الراقية والمتحضرة، إذ ينظر إلى أي بلد من خلال دعمها للفنون والاهتمام بها ورعايتها، لافتا إلى أهمية الاستمرار في دعم المشروعات التي تنمي الذائقة والعقل والوعي، كالمسرح والموسيقى، وغيرها من أوجه التوعية والتثقيف.