جولة عبداللهيان الخليجية تهدف إلى تسوية جميع الملفات الخلافية
• رئيس الوزراء يبحث مع وزير خارجية إيران المستجدات الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون
• إيران تحث الحوثيين على تسريع الحل في اليمن وتعلن عن اجتماع إيراني - خليجي - عراقي
• اتصالات تفتح الباب أمام العودة إلى فيينا... وطهران تقترح آلية لإطلاع الخليج على المفاوضات
نجحت اتصالات جرت في الساعات الأخيرة في تأمين زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى الكويت، في إطار جولته الخليجية التي شملت قطر وعمان، والتي تُختتم بالإمارات، وعنوانها الأساسي التقارب الذي تشهده العلاقات الخليجية ـ الإيرانية على ضوء الاتفاق السعودي ــ الإيراني، وضرورة إغلاق وتسوية جميع الملفات الخلافية، إلى جانب التطورات التي يشهدها الملف النووي، وإمكانية إحياء مفاوضاته الدولية مع إيران في فيينا، والتي تواكبها تفاهمات أميركية ــ إيرانية للتهدئة وبناء الثقة.
ورغم أن زيارة عبداللهيان للكويت جاءت في إطار جولته الخليجية، فإنها كانت فرصة لبحث القضايا الثنائية، لا سيما أن الوزير الإيراني كان يرغب في زيارة البلاد منذ تسلمه منصبه، لكنها تأجلت عدة مرات لأسباب متعددة.
ووصل عبداللهيان إلى الكويت قادماً من مسقط، وكان في استقباله بالمطار وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح.
وعقب ذلك أجرى عبداللهيان مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد النواف، تناولت العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون، وتبادل الآراء بشأن آخر المستجدات الإقليمية والدولية.
وأفادت مصادر دبلوماسية إيرانية لـ «الجريدة»، بأن عبداللهيان استغل فرصة زيارته لتقديم ضمانات للمسؤولين الكويتيين حول التحالف البحري الإقليمي، الذي أعلنت طهران أنه سيضمها إلى جانب 4 دول خليجية هي السعودية والإمارات وقطر والبحرين، إضافة إلى العراق ودول أخرى.
وكانت «الجريدة» كشفت أن طهران أرسلت بالفعل دعوة للكويت للانضمام لمساعي تشكيل هذا الائتلاف، الذي يتضمن إقامة غرفة عمليات مشتركة وآلية تنسيق وتبادل للمعلومات حول الأمن البحري، إلا أن الكويت تريثت في الرد، بينما أبدت الدول الخليجية الأربع انفتاحها على مناقشة المقترح.
من زاوية أخرى، وبعد بيان الاجتماع الوزاري الخليجي الأخير الذي طالب بإشراك دول مجلس التعاون في أي مفاوضات نووية، أشار مصدر رافق عبداللهيان في زيارته للدوحة ومسقط، إلى أن الجانب الإيراني رأى أنه من الأفضل إطلاع دول الخليج عبر عبداللهيان على المستجدات النووية، خصوصاً بعد تحول الموقف الخليجي إلى عدم معارضة الاتفاق النووي، على أن تصبح هذه الزيارات بمثابة آلية دائمة تُطلع طهران عبرها دول الخليج على المفاوضات في حال عودتها.
وأكد المصدر أن نائب وزير الخارجية الايراني علي باقري كني التقى بمنسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا، بلقاء أحيط بالسرية قبل الإعلان عنه أمس، في العاصمة القطرية، حيث اتفق الجانبان، على التنسيق للعودة إلى مفاوضات فيينا النووية على أساس العودة إلى المسودة الأخيرة التي تمت مناقشتها قبل توقف المفاوضات. وأوضح أن كني رافق عبداللهيان بعد ذلك إلى مسقط، حيث التقى فريقاً دبلوماسياً إيرانياً يشارك في المفاوضات النووية غير المباشرة مع الأميركيين.
من جهة أخرى، قال المصدر إن عبداللهيان حث ممثل جماعة «أنصار الله» اليمنية المتمردة في المفاوضات مع السعودية، محمد عبدالسلام، على استعجال خطوات إحلال السلام في ضوء اتفاق المصالحة بين الجمهورية الإسلامية والمملكة.
وذكر أن اللقاء بين عبداللهيان وعبدالسلام تم بأمر مباشر من الرئيس إبراهيم رئيسي، بعد أن أبدى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال زيارته لطهران أخيراً امتعاضه من عدم قيام إيران بأي جهد لدفع المصالحة اليمنية، ومطالبته للإيرانيين بخطوات أكثر ايجابية.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية أن عبداللهيان سيشارك في اجتماع مشترك مع نظرائه في العراق ومجلس التعاون الخليجي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر المقبل.