امتداداً لحفلات «من غير ميكروفون» التي حققت نجاحا منقطع النظير، في الفترات السابقة والتي سبق أن قدمها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في مواسمه الماضية، كان الجمهور الكويتي على موعد مع باقة منتقاة اختارتها الفرقة الموسيقية، بقيادة نوري ومشاركة 50 عازفاً ومغنياً، من أغنيات الفنانة الراحلة صاحبة أحد أجمل الأصوات النسائية، رباب، قدّمتها الفرقة والكورال بقيادة المايسترو د. خالد نوري، في قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية، ومن إنتاج شركة سين.

جاء اختيار البرنامج الغنائي متقنا، حيث اشتمل على أجمل ما غنته رباب، واستهل المايسترو د. نوري الحفل بكلمة مقتضبة، موضحا عدم وجود ميكروفونات على خشبة المسرح لتضخيم الصوت، ولفت إلى أن الصوت الصادر من الآلات الموسيقية هو صوت نقي ومباشر، متمنياً للحضور الاستمتاع وقضاء أمسية سعيدة، مبيناً أن هذه النوعية من الأمسيات تتطلب الهدوء حتى لا تؤثر على الأداء.

Ad

ثم انطلقت الفرقة بغناء وعزف «لا تستغرب» من كلمات مبارك الحديبي وألحان خالد الزايد، بعدها قدمت أغنية «احتمال أنسى حبك» من كلمات جميل عاطف وألحان أنور عبدالله، حيث لاقت الأغنية تفاعلا وانسجاما من جانب الجمهور، ومن أجوائها «احتمال انسى حبك احتمال احتمال، واحتمال اني اردلك احتمال حتمال، لكن الشي الأكيد حتى لو انت بعيد، اللي حبيته بحياتي للأسف للأسف انت الوحيد».



وبمرور الوقت كان في جعبة الفرقة العديد من الأعمال الجميلة، حيث تألقت الفرقة بغناء «اجرح» من كلمات عبد اللطيف البناي، وألحان خالد الزايد، ثم أطربت الجمهور بأغنية «اشمعنى أنا» من كلمات مبارك الحديبي، وألحان أنور عبدالله.

وتفاعلاً مع الأجواء الجميلة في التلقي والاستماع غنت الفرقة «متعنين» من كلمات عبد الأمير عيسى، ومن ثم «جرح الزمن» من كلمات عبد الله البراك، وألحان عادل المسيليم. واستطاعت الفرقة أن تطرب القلوب وتحرك المشاعر بأداء مميز لأغنية «الغرباء» من كلمات عبد اللطيف البناي، وألحان أنور عبد الله، ومن أجوائها: «كانت مدينتنا ذهب والناس للناس، كان الكرم ويا الوفاء دايم ما بين الناس، كان الصحيب لما ينادي وينتخي، يلقى حوليه الأهل والكل سخي».

أما ختام الحفل فكان بأغنية «حاسب الوقت» من كلمات عبد اللطيف البناي وألحان راشد الخضر، حيث أظهرت الفرقة احترافيتها غناء وعزفا.

أما عن سيرة الفنانة الراحلة رباب فقد كتب في كتيب تم توزيعه مع الحفل: «تميزت رباب بلونها الغنائي الخاص، الذي أعدت نفسها لصنعه بامتلاكها صوتا متفردا تمتزج فيه القوة بالشحن المؤثر، فكان صوتها نابعاً من القلب لا من الحنجرة، أما أداؤها فكان يحمل حسا صادقا ومعبرا بعمق عن كلمات أغانيها.

في عام 1980 اكتشف الملحن الكويتي خالد الزايد جمال صوتها وحينها قرر أن يدعمها في أول ألبوماتها الغنائية، ولحن لها أغنيتها المشهورة «اجرح وعذب على ما تشتهي»، وظهر الألبوم باسمها الفني رباب، مشكلاً انطلاقتها نحو النجومية في ساحة الغناء الخليجي والعربي.

وقد حرص كبار الملحنين في تلك المرحلة على التعاون معها ومن بينهم راشد الخضر، وعبد الرب إدريس، وأنور عبد الله، وطلال مداح. كذلك تعاونت مع أبرز شعراء الأغنية الخليجية مثل مبارك الحديبي، وفايق عبد الجليل، وعبد اللطيف البناي. واستمرت في إصدار ألبومات غنائية في مطلع التسعينيات ومنها ألبوم خاص بعنوان «شدوا الحيل» يدعم قضية الكويت إبان فترة الاحتلال، وفي عام 1992 أصدرت ألبوما يضم أغاني من ألحان طلال مداح تحت عنوان «لا يهمك من يقول»، وأصدرت في عام 2004 ألبومها المتميز «رباب 2004» الذي ضم 11 أغنية، وغيرها من الألبومات.

أغاني المسلسلات العمل المقبل

ملصق الفعالية

العمل المقبل الذي سيقدم في نفس قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية، هو عرض أغاني المسلسلات والذي ستحييه الفرقة نفسها بقيادة ذات المايسترو، وهو العرض الذي سبق تقديمه الشهر الماضي ونال نجاحاً كبيراً عكسه بيع جميع التذاكر، مما دعا الشركة المنظمة «شركة سين للإنتاج» إلى معاودة تقديم العمل أثناء عيد الأضحى المبارك، بواقع 4 عروض بحيث تتضمن عروضاً نهارية تلبية لطلب شرائح متنوعة من الجمهور، وهو العرض الذي سيتم عرضه في مدن خليجية مختلفة الموسم المقبل.

لمسة وفاء لعبدالكريم عبدالقادر

في ختام الأمسية قدمت الفرقة أغنية «ما نسيناه» مصحوبة بصورة الفنّان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، والتي حصدت تفاعلاً وتجاوباً كبيراً غناءً وتصفيقاً، احتفاءً بقيمة هذا المبدع في تاريخ الكويت الفني، وكانت بذلك مسك الختام لأمسية طربية رفيعة المستوى.