اتهمت هيئة التحقيقات الروسية أمس، القوات الأوكرانية بإطلاق أربعة صواريخ ليلاً على جسر تشونغار، الذي يربط بين شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقة خيرسون تخضع لسيطرة روسيا.

و»بوابة القرم» هو واحد من عدة جسور تربط بين شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو وضمتها من جانب واحد في عام 2014 من أوكرانيا، والبر الرئيسي لأوكرانيا.

Ad

وقال الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف: «خلال الليل أصابت ضربة جسر تشونغار ولم تسفر عن سقوط ضحايا»، مضيفاً أن السلطات تجري مسحا للأضرار.

وفي حين تحدّث أكسيونوف عن تضرر جسر واحد، أشار مسؤول روسي في خيرسون إلى تضرر العديد من البنى التحتية، دون تقديم تفاصيل.

وأوضح فلاديمير سالدو الذي عيّنته موسكو على رأس المناطق المحتلة في خيرسون، أن قوات كييف «قصفت بنى تحتية مدنية: جسور على الحدود الإدارية بين منطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم قرب تشونغار».

ونشر صوراً تظهر الجسر نفسه وفيه حفرة وأكد أنه وفقاً «للتقديرات الأولية» استخدمت قوات كييف صواريخ من طراز ستورم شادو البريطانية.

وقال يوري سوبولفسكي، وهو مسؤول أوكراني في سلطات منطقة خيرسون، إن الهجوم «ضربة للوجستيات العسكرية للمحتلين».

وأضاف عبر تطبيق تليغرام «التأثير النفسي على المحتلين والقوة المحتلة أكثر أهمية. لا يوجد مكان في منطقة خيرسون يمكن أن يشعروا فيه بالأمان».

جيش احتياطي

وفي حين اتهم قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين موسكو بتضليل مواطنيها بشأن هجوم كييف المضاد، تحدث وزير الدفاع سيرغي شويغو أمس، عن تشكيل جيش روسي بديل، مبيناً أنه جنّد 114 ألف شخص بموجب عقد مباشر و52 ألف متطوع، وفي المتوسط يلتحق 1336 شخصاً يومياً بموجب عقود ولا حاجة لتجنيد مزيد من المتطوعين.

وكشف شويغو أنه بحلول نهاية يونيو الجاري سيتم تشكيل جيش احتياطي إضافة إلى 5 أفواج من الدبابات الـ 20، مجهزة بأكثر من 3700 قطعة عسكرية، مؤكداً أن القوات الأوكرانية قلصت عملياتها على خط المواجهة وتعيد تجميع صفوفها بعد تكبدها خسائر كبيرة خلال الأيام الـ16 الماضية، لكن لا يزال بإمكانها تنفيذ أعمال هجومية.

وفي وقت سابق، كشف الرئيس فلاديمير بوتين أمس الأول عن «تطوير الثالوث النووي الاستراتيجي البري والجوي والبحري بشكل أكثر صلابة لضمان أمن روسيا واستقرار العالم»، معلناً عن نشر أول نظام لقاذفات «سارمات» المزودة بصواريخ ثقيلة جداً قريباً.

وأكد بوتين أن «نحو نصف وحدات قوات الصواريخ الاستراتيجية مجهزة بمنظومات صواريخ يارس»، مشيراً إلى أنه «سيعزز الإنتاج الجماعي للطائرات المسيرة».

تضليل الروس

وأطلع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف بوتين أمس، على خسائر كييف في هجومها المضاد، مبيناً أنها تكبدت 13 ألف قتيل، و246 دبابة سوفياتية وغربية، و595 عربة ومدرعة.

ورغم تأكيد بوتين مراراً فشل الهجوم الأوكراني المضاد، اتهم رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين أمس الأول، قادة روسيا «بخداع الشعب وعدم قول الحقيقة»، مؤكداً «خسارتهم أراضي لمصلحة كييف».

وقال بريغوجين، في رسالة صوتية نشرها متحدثون باسمه: «إنهم يضللون الشعب الروسي، وعدد من القرى، ومن بينها بياتيكاتكي، فُقدت»، مضيفاً أن هناك «نقصاً في الأسلحة والذخيرة»، وهي الشكوى المتكررة له.

وتابع: «تم تسليم قطع ضخمة للعدو الذي سعى بالفعل لعبور نهر دنيبرو، كل هذا مخفي تماماً عن الجميع. ذات يوم ستستيقظ روسيا لتكتشف أن القرم أيضاً تم تسليمها إلى أوكرانيا».

الهجوم المضاد

وغداة تأكيده أن التقدم في الهجوم المضاد «أبطأ مما هو مرغوب فيه»، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، روسيا بالتخطيط «لهجوم إرهابي» يتضمن تسربا إشعاعياً في محطة زابوريجيا النووية.

وشدد زيلينسكي على أنه حصل على معلومات استخبارية بأن روسيا «حضّرت كل شيء للهجوم» على أكبر محطة نووية في أوروبا وأنه «أطلع جميع الشركاء الدوليين على هذه المعلومات».

لكن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف اعتبر ذلك «كذبة أخرى»، مشيراً إلى لقاءات للتو مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الموقع. وأن فريقها رأى كل شيء، وكل ما أراد رؤيته وأعطى كل شيء تقييماً مرتفعاً».

ومع تواصل العمليات الهجومية، حذر رئيس الوزراء الاوكراني دنيس شميغال من أن الهجوم المضاد «سيستغرق وقتاً» ولكنه أعرب عن «تفاؤله» بنجاحه.

وأعلن المتحدث باسم هيئة الأركان أندري كوفاليوف أمس، عن إحراز أوكرانيا نجاحاً جزئياً، وتعزيز مواقع وصلت إليها بعد مهاجمة قريتي ريفنوبل وستارومايورسك في منطقة دونيتسك، مبيناً أن قواتها تقاوم أيضاً الهجمات الروسية في مناطق ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا.

وقال مسؤولون أوكران إن روسيا أطلقت صواريخ «كينجال» الفرط الصوتية وطائرات مسيرة على أهداف في مدينتي أوديسا وكريفي ريه.

قطر وألمانيا

دولياً، عقد بوتين أمس اجتماعاً ثنائياً مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، مثمناً مشاركة الدوحة بوفد على المستوى في المنتدى الاقتصادي بسان بطرسبرغ.

وقال بوتين إن الإمكانات الكاملة للتعاون مع قطر لم تنطلق، وأشار إلى أنه يعول على وضع مقترحات فعالة لتوسيع هذا التعاون.

وأضاف: «هناك إمكانات قوية وغير مكتشفة للنمو. نتوقع أن تضع اللجنة الحكومية الدولية مقترحات فعالة لتنفيذها»، لافتاً إلى أنه كان يعول على التنفيذ الناجح للجميع الخطط.

وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على أن «قطر تربطها بروسيا علاقة صداقة وهناك مواضيع ذات اهتمام مشترك».

إلى ذلك، أبلغ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف جنوب إفريقيا رفض موسكو حضور قادة الدول غير الصديقة لروسيا وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة «بريكس».

وفي ألمانيا، تعهد المستشار أولاف شولتس أمس بضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، لكنه بدد آمالها في أن تنضم سريعاً إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال شولتس، للبرلمان، «أقترح أن نركز على الأولوية القصوى في قمة حلف الأطلسي في فيلنيوس في منتصف يوليو، وهي تعزيز القوة القتالية لأوكرانيا، ودعم عسكري مستدام، بما في ذلك بأسلحة غربية حديثة، وتعزيز المرونة الاقتصادية لها».

ويشارك مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان في اجتماع تنظّمه أوكرانيا في الدنمارك خلال نهاية هذا الأسبوع، يجمع عدداً من الدول بما في ذلك بعض البلدان التي ظلّت محايدة بعد الغزو الروسي.