خطأ في الصورة التذكارية
مشكلتنا في هذا البلد أن تقديراتنا السياسية تبنى على الحب والكره، ودخول المشاعر في أي تحليل أو موقف سياسي يبعد عنه الموضوعية، وهذا ما هو حاصل، خصوصاً في السنوات الأخيرة، للأسف هذا الكلام يشمل سياسيين كباراً يفترض أن لديهم خبرة تمنعهم من ذلك!
الصورة التذكارية التقليدية التي جمعت سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مع الحكومة والنواب بعد جلسة افتتاح مجلس الأمة يوم الثلاثاء الماضي حصل فيها خطأ يجب أن يشار إليه بمعزل عما إذا كان هذا الخطأ مقصوداً أم لا.
هذه الصورة يوجد فيها سطر أمامي وخلفه درجات صغيرة حتى يظهر جميع الموجودين من وزراء ونواب في الصورة.
الأخ المحترم النائب مرزوق الغانم رئيس مجلس أمة سابق لثلاث دورات، ومع هذا فقد وقف في السطر الثاني، ولأنه متحفظ على أدائه السياسي من قبل كثيرين، فقد تم السكوت عن هذا الخطأ البرتوكولي الكبير من قبل المراقبين، فقد كان من الواجب أن يقف في السطر الأول حاله حال الرئيس أحمد السعدون، هنا أنا لا أتحدث عن أشخاص، فمنصب رئيس المجلس منصب عام، وما حدث مع الأخ مرزوق الغانم كرئيس سابق يمكن أن يحدث مع أي رئيس قادم في حال انتهت رئاسته.
الكل لديه الحق أن يحب ويكره ويؤيد أو يعارض، أنا ممن يعارضون أداء الأخ الفاضل مرزوق الغانم في السياسة، وأعتبر أن الخطأ الذي ارتكبه في المساهمة بإقرار قانون المزمع وحده كاف أن يبعدني عنه بعد العبدلي عن خط وفرتي، ناهيك عن إقرار مواضيع أخرى تقيد الحريات السياسية في البلد، لكن هذا لا يعني أن أسكت عن خطأ يتعداه ليشملنا جميعاً.
أدرك أنني في كتابة هذا المقال أضع نفسي موقع الانتقاد، وخصوصاً أننا نمر في مرحلة ثقافية جديدة عنوانها الرئيسي تخوين كل مختلف مع الأغلبية الجديدة، وهذا ما مارسته جماعة الأخ «بوعلي» في فترات سابقة عندما كان الأمر لها، تحت عنوان معي أو مع إسطبل وشقة لندن حتى نكون واضحين، لكن من لديه ثقة بنفسه عليه ألا يخاف، وثقافة التخوين التي تمارس بكثرة في الفترة الأخيرة يجب أن تحارب، وتقديري أن هذا الأمر سيستمر لأن بعضنا آثر السلامة، وأبعد نفسه عن مواقع الصدام.
لكنني ممن لا يحملون أي طموح في أي موقع عام جديد، فالحمدلله الراتب التقاعدي موجود والفورد توديني وتجيبني، وهي أيضاً موجودة، والرزق من الله سبحانه وتعالى، والصورة التذكارية غلط غلط غلط.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.