فصائل عراقية تهدد باستئناف مهاجمة الأميركيين
منحت جماعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم «تنسيقية المقاومة العراقية»، وتتألف من عدة فصائل مسلحة حليفة لطهران، حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني «فرصة أخيرة»، لإخراج القوات الأميركية من العراق، مهددة بإعادة العمليات العسكرية ضد الوجود الأميركي، بعد تقارير عن زيارة أجراها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قآني إلى بغداد في الأيام الماضية.
وتشهد الساحة العراقية حالة من الهدوء الأمني غير المسبوق بين الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والقوات الأميركية، بعد توقّف عمليات القصف واستهداف المصالح الأميركية منذ ما يزيد على 8 أشهر، وتُعَدّ فترة التهدئة هذه الأطول منذ مقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، وحليفه العراقي الأوثق أبومهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع يناير 2020.
وذكر بيان لـ«تنسيقية المقاومة العراقية»، مساء أمس الأول، أنه «في ظل التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة التي عصفت بالبلاد، تؤكد الهيئة التنسيقية أن دورها كان وما زال ينصبّ في تغليب مصالح شعبنا الحبيب والتمكين من خدمته، وإدراكاً منها لخطورة تلك المرحلة وضرورة تجاوزها، كان من ضمن إجراءاتها (إيقاف العمليات العسكرية ضد الوجود العسكري الأميركي) داخل العراق».
وبيّنت أنّ «ذلك يجب ألا يفهم منه أنه القبول باستمرار هذا الوجود غير الشرعي وغير القانوني والمنتهك للدستور العراقي، وأننا لسنا غافلين عن تعنت الأميركان بطغيانهم والتدخل السافر في شؤون البلد وهتك سيادته، كما أن استمرار وجود القواعد العسكرية والقوات القتالية والطيران العسكري بما فيه المسير التجسسي، يحتم علينا القيام بواجبنا الشرعي والوطني بالرد المناسب، إذا ما استمرت هذه الانتهاكات».
وأضاف البيان: «الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية وبناءً على الجهود التي تروم الحكومة العراقية القيام بها، فإنها تمنح فرصة أخيرة للحد من هذه الانتهاكات، وليعلم الجميع أن لصبرنا حدوداً، ولكل فعل رد فعل، وقد أعذر من أنذر».
وجاء تهديد الفصائل مع اتساع الخلافات بينها وبعض الأطراف في الإطار التنسيقي مع رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني الذي ألغى في وقت سابق من الشهر استعراضاً عسكرياً للحشد الشعبي في ذكرى تأسيسه، وجدد التعهد بإخراج ثكنات الحشد وميليشياته من المدن في حين تشهد علاقات العراق الاقتصادية والتجارية انتعاشة مع واشنطن وبعض الدول الأوروبية والخليجية.
كما يأتي بيان الفصائل، وسط محاولات لإحياء المفاوضات الدولية حول ملف إيران النووي في فيينا وحديث عن تفاهمات نووية بين واشنطن وطهران. وقلل مراقبون عراقيون من أهمية تهديدات الفصائل ورأوا فيها محاولة إثبات وجود وتسجيل موقف.