عبدالرؤوف توتي: تواصلي مع أدباء عرب صقل مهاراتي اللغوية
أصدر كتاباً بلغة الضاد بعنوان «موسم الخيرات» يضم مقالات متنوعة
شاب هندي عشق اللغة العربية، فالتحق بإحدى الأكاديميات الإسلامية في بلاده، وهو الآن باحث في أكاديمية السيد عمر شهاب الإسلامية، وصدر له كتاب بعنوان «موسم الخيرات» يضم سلسلة مقالات عن شهر رمضان الكريم.
وفي هذا الحوار تحدث الباحث عبدالرؤوف توتي، عن علاقته بلغة القرآن الكريم وكيف بدأ عشقه لها، وفترة جائحة كورونا التي تواصل فيها مع عدد كبير من الأدباء العرب عبر الإنترنت ما أسهم في صقل مهاراته اللغوية... وفيما يلي نص الحوار:
• متى وكيف بدأت رحلتك مع اللغة العربية؟
- عندما أتحدث عن اللغة العربية فإنني أستعيد أيام الطفولة، لأن هذه اللغة قد امتلكت قلبي منذ نعومة أظفاري حتى صارت كل شيء بالنسبة إليّ اليوم. فقد صاحبتُها ورافقتها في دروبي إلى أن بدأت تنشر أشعتها الساطعة في حياتي. وما زلتُ أنهل من معينها الذي لا ينفد.
ولأنني أعشق اللغة العربية، فقد قررت أن أصقل هذا العشق بالدراسة المتعمقة، وبالفعل هذا ما حدث فقد حظيتُ بالدراسة في أكاديمية السيد عمر علي شهاب الإسلامية وما فيها من مناهج دراسية وافية، أفادتني كثيراً.
وحققت هذه الأكاديمية قفزات مرموقة في مسيرتها صوب التطور والرقي في مجال العلوم الدينية والمادية، وتبوأت مكانة متميزة ضمن الكليات الإسلامية التي تتحصل على اعتراف الجامعات العالمية لمهنيتها ورصانتها العلمية.
• ما الأهداف الأساسية لهذه الأكاديمية الإسلامية؟
- تهدف الأكاديمية إلى تثقيف النشء الجديد بالثقافة الإسلامية والمدنية تحت مظلة واحدة، وتطوير المناهج الدراسية بالكليات الإسلامية التابعة لها في ضوء مقتضيات العصر وتوحيدها والجمع بين معارف الوحي والعلوم الإنسانية. كما أن الأكاديمية تستثمر المناسبات والاحتفالات الوطنية، وتقوم بتنظيم العديد من الأنشطة والبرامج التوعوية والمخيمات الفصلية، بجانب تنظيم ورش تدريبية للطلاب من أجل تنمية قدراتهم ومهاراتهم في مجالات العرض والأداء باللغتين العربية والإنكليزية واللغة الأم، مثل فنون الخطابة، والمناظرات، ومحادثات المائدة، والمقالات، والشعر، والمسابقات الأدبية المختلفة، والمجلات الخطية، والكتيبات، ومجلات البحوث العلمية، فضلا عن النشاطات الرياضية والترفيهية.
• متى اتسعت دائرة علاقتك بالعرب؟
- على الرغم من حالة الإغلاق التي كانت سمة رئيسة لكل بلاد العالم مع تفشي جائحة كورونا في عام 2020، فإن هذه الجائحة فتحت لي آفاقاً واسعة نحو اللغة العربية، قد اتسعت بفضل الله دائرة علاقتي مع العرب في عدة دول منها مصر والعراق والجزائر والمغرب، وبعض دول الخليج، وقد حظيت بتكوين صداقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أدباء عرب بعضهم روائي والآخر يكتب القصة، وهذا الأمر منح طريقي منعطفاً جديداً، وكل هذا صقل مهاراتي اللغوية.
• وكيف تحولت من القراءة باللغة العربية إلى الكتابة الإبداعية بها؟
- في البداية، كنتُ قارئاً لقصص قصيرة باللغة العربية، ثم صرتُ مولعاً بهذه اللغة وبدأت قراءة الروايات والقصص وغيرها من صنوف الأدب، وبمرور الوقت صارت عندي رغبة في الكتابة بهذه اللغة. فبدأت أرسل ما أكتبه إلى صحف عربية. أذكر أن أول شيء نشرته باللغة العربية كان عن الأم، فقد أرسلت خاطرة صغيرة بعنوان «الأم ينبوع عطاء» إلى جريدة التحرير الجزائرية، وبفضل الله قد نشرت خاطرتي في أحد أبواب الجريدة المتخصص في الإبداعات، ثم توالت كتاباتي الإبداعية المنشورة.
• حدثني عن كتابك «موسم الخيرات».
- في شهر رمضان عام 2021 كنت أنشر مقالات دينية بإحدى الصحف الجزائرية، وقد اخترت منها مجموعة مقالات أتناول فيها موضوعات دينية مختلفة، وجمعتها في كتاب واحد تحت عنوان «موسم الخيرات»، صدر أخيراً عن دار نرتقي للتوزيع والنشر بالسودان.
والمقالات التي يتضمنها الكتاب موضوعاتها مختلفة لكنها تشترك جميعاً في أنها ذات صلة بشهر رمضان المبارك، فهذه النصوص تتنوع بين توصيف اجتماعي لمظاهر التكافل الاجتماعي في شهر الصوم من تأخٍ وتآزر وتعاون، وبين إرشاد ديني وإعادة تذكير بتوصيات وفرائض الدين المتوجبة على كل مسلم ومسلمة، حيثُ يقسم الكتاب إلى ثلاث مساقات إيذاناً بتقسيم الشهر الفضيل، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فقد جرى تقسيم الكتاب على هذا النمط تحت العناوين التالية: أهلا بك يا شهر رمضان، ومضى الثلث وبقي الثلثان، وعندما يستعد رمضان للرحيل.