تراجعت أسعار النفط اليوم بعد تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مطلع الأسبوع، في حين لم يشكل عدم الاستقرار السياسي، على ما يبدو، تهديدا مباشرا لإمدادات النفط من أحد أكبر المنتجين في العالم.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات، أو 0.1 في المئة، إلى 73.77 دولارا للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 17 سنتا، أو 0.3 في المئة، إلى 68.99 دولارا للبرميل.

Ad

وتجنبت روسيا صداما بين القيادة في موسكو ويفغيني بريغوجن رئيس «فاغنر» السبت الماضي بعد انسحاب المجموعة المدججة بالسلاح من مدينة روستوف في جنوب البلاد، بموجب اتفاق أوقف زحفها السريع نحو العاصمة.

لكن الأزمة أثارت تساؤلات بخصوص قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة ومخاوف بشأن الاضطراب المحتمل في إمدادات النفط الروسي.

وقالت فاندانا هاري مؤسسة شركة فاندا إنسايتس لتحليل سوق النفط: «فتحت العقود الآجلة للنفط الخام على ارتفاع بنحو دولار واحد للبرميل اليوم في رد فعل سريع على تمرد مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة الذي جرى إحباطه».

وأضافت «لكن (الأسعار) سرعان ما بدأت في التخلي عن المكاسب بعدما كشف تحليل لاحق أن الوضع في البلاد مستقر في الوقت الحالي ولا يشكل أي تهديد لإمدادات النفط والغاز».

وانخفض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 3.6 في المئة في الأسبوع الماضي بفعل مخاوف من رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة مجددا، وهو ما قد يقوض الطلب على النفط في وقت جاء الانتعاش الاقتصادي الصيني مخيبا لآمال المستثمرين.

ومدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراءات الحكومة الروسية للتعامل مع سقف أسعار النفط والمنتجات النفطية الروسية الذي فرضته الدول الغربية حتى نهاية عام 2023.

وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص اليوم، إن «أوبك» تتوقع زيادة الطلب العالمي على الطاقة إلى 110 ملايين برميل يوميا، وأن يرتفع إجمالي الطلب على الطاقة بمقدار 23 في المئة بحلول عام 2045.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو أمين الناصر اليوم، إن أساسيات سوق النفط العالمي من المتوقع أن تظل قوية لبقية العام الحالي، بدعم من قوة الطلب من بلدان نامية خصوصا الصين والهند.

وأضاف الناصر خلال مؤتمر آسيا للطاقة: «بشكل عام، نعتقد أن أساسيات سوق النفط ستظل قوية لبقية العام».

وتابع «على الرغم من مخاطر الركود في العديد من بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن اقتصادات الدول النامية، لا سيما الصين والهند، تؤدي إلى نمو قوي للطلب على النفط بأكثر من مليوني برميل يوميا هذا العام».

وأضاف أنه مع أن الصين تواجه عراقيل اقتصادية فإن قطاعي النقل والبتروكيماويات ما زالا يبديان مؤشرات على نمو الطلب.