عثمان الفليج: الأفلام القصيرة تجربة لعرض القدرات الفنية

أكد لـ الجريدة• أن الشباب قادرون على خلق بيئة سينمائية كويتية مميزة

نشر في 27-06-2023
آخر تحديث 26-06-2023 | 19:06
عثمان الفليج مع داود الشعيل
عثمان الفليج مع داود الشعيل

يسعى المخرج عثمان الفليج إلى التركيز في مشاريعه القادمة على الأفلام الوثائقية، مشيراً إلى أنه لن يفوت الفرصة في حال وجد نصاً جيداً يصلح ليكون فيلماً سينمائياً طويلاً.

وقال الفليج لـ«الجريدة»، إن سبب توقفه عن تقديم مشاريع فنية منذ عام 2020، عائد إلى مرافقته لوالده في رحلة علاج، وما تبعها من وفاة وظروف صعبة، مشيراً إلى أنه كان يحتاج إلى الراحة خصوصاً بعد المعاناة على مدار نحو 5 سنوات.

الفليج: تدخل المخرج في عمل الكاتب بهدف إثبات الوجود فقط يعد أمراً غير مقبول

وعن فيلمه «راديو مساعد» أوضح أنه من الأفلام القصيرة مدته 11 دقيقة وفكرته مقتبسة من حياة المخترع الكويتي مساعد الحليل، لافتاً أنه أحد جيرانه في الأساس مما ساعد في معرفة قصته بعد زيارته لمنزل الحليل ومشاهدته لجهاز «الراديو» الغريب والذي لا يملك الشكل المتعارف عليه لأجهزة الراديو الأخرى، وبالسؤال عن قصته علمت أنه في أواخر الستينيات بداية السبعينيات عندما كان الحليل في عمر 16 عاماً ويقطن منطقة الفيحاء استخدم بعض القطع لتحويل موجات الاستقبال الإذاعية إلى مرسل فأصبح يبث من منزله الخاص عبر إذاعته الخاصة وانتشر الخبر حول «إذاعة الفيحاء» خصوصاً أنه كان هناك ما يميزه من بعض البرامج مثل ما يطلبه المستمعون وغيرها واستمر الحليل في البث بأوقات وجود الناس في منازلهم وكان له متابعون، ونظراً لأن هذا الأمر كان يتطلب ترخيصاً من وزارة الإعلام والمواصلات نظراً لاستغلاله موجة فتم استدعاء الحليل لمعرفة قصة الراديو عندها اكتشف المسؤولون أنه شاب صغير مما حملهم على تشجيعه وتم منحه أول رخصة بث إذاعي منزلي.


الفنان أحمد مساعد في فيلم راديو مساعد الفنان أحمد مساعد في فيلم راديو مساعد

فيلم طويل

وأوضح الفليج أنه أختار أن يكون الفيلم روائياً حتى يمكن في المستقبل تحويل قصة مساعد الحليل إلى فيلم طويل نظراً إلى ما يتضمنه من قصة جميلة تحمل تفاصيل كثيرة.

الجوائز السينمائية

وعن أهمية الجوائز السينمائية، قال: بطبيعة الحال أي مخرج يتمنى أن يحصل على جائزة عن تميز، مبيناً أن حصد الجائزة لم يكن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى إخراج فيلم «مساعد راديو» وإنما كانت تجربة عبارة عن البحث عن الطريق في الإخراج لهذا النوع من الأفلام، لافتاً إلى أنه أتبع المدرسة الكلاسيكية في هذا الفيلم من حيث تحريك الكاميرا.

صناعة الأفلام

وعن عدم وجود رواج لسوق الأفلام القصيرة في الكويت قال الفليج، في دول الخليج وبالكويت بصفة خاصة لدينا خاصية نتميز بها بالنسبة لنوعية الأفلام وأعتقد إن اتبعت الكويت هذا النهج بالإضافة للدعم فستحقق صدى كبيراً في مجال صناعة الأفلام السينمائية، مؤكداً على عدم اتباع المدارس الأجنبية الأخرى لأن الكويت لها عاداتها وتاريخها الخاص الذي يميزها عن الدول الأخرى، وبالتالي فإن السينمائيين الشباب لديهم القدرة على خلق بيئة سينمائية كويتية مميزة وسيكون لها قاعدة جمهور كبيرة وهذا ما استخدمته بعض الدول المجاورة لنا.

الفليج: فيلم «راديو مساعد» قصة جميلة تتضمن تفاصيل كبيرة يمكن تحويلها مستقبلاً إلى فيلم طويل

تجارب فردية

وأضاف أن الأفلام القصيرة هي مجرد تجارب فردية كل شخص يعرض قدراته وفي النهاية الفيلم الطويل هو الأساس الصحيح.

وبالنسبة للمخرجين الذين يحرص الفليج على متابعتهم كشف أنه يتابع في الكويت مخرجين ليسوا معروفين كثيرا لكن لديهم تجارب وأعمال مميزة وأيضاً شاركوا في مهرجانات كويتية وخليجية ومنهم «مشعل الحليل، وداود شعيل» فهما ممن تعلمت منهما الكثير نظراً لما لديهما من تجارب مميزة في الإخراج بالسنوات العشر الماضية وأيضاً لهما لمساتهما الخاصة في الفيلم الكويتي، متمنياً لهما التوفيق وأن يكون لهما تجارب في أفلام طويلة، وبالنسبة للمخرجين العالميين منهم «مارتن سكورسيزي، وستيفن سبيلبيرغ» فهما من المخرجين الذين أحرص على متابعة أفلامهم وأتعلم من إخراجهم.

انسجام وتكامل

وحول العلاقة بين المخرج والكاتب، أوضح الفليج أن العلاقة يجب يغلف هذه العلاقة الانسجام والتكامل للحصول على المزيد من النتائج المرضية، كما أن تدخل المخرج في النص يعتمد على نوع النص إذا ما كان المخرج يحتاج إلى تغيير شيء بسيط من أجل إيصال رسالة معينة ويعود بالفائدة على سرد القصة فلا بأس في ذلك خاصة وأنه سوف يرفع من مستوى الفيلم. وأضاف أن التدخل بهدف إثبات الوجود فقط يعد أمراً غير مقبول، مؤكداً أن التعاون بين الكاتب والمخرج في أي عمل فني من شأنه أن يعود بالفائدة والنجاح على العمل.

back to top