ثعبان يحاور نمّاماً وفتّاناً
يلجأ الكاتب- أحياناً- للرمز والخرافة والخيال ليعبر عن فكرة لا تُكتب إلا بذلك، وإلا فكيف من الممُكن أن تُجرى محاورة بين ثعبان وإنسان ما لم يدخل الكاتب عالم الرمز والخيال والخرافة فيمنح الإنسان صفات بشرية كالنميمة والفتنة بين الناس، ويجعله يحقد على الثعبان مُتهماً إياه بأنهُ الأبشع والأسوأ من بين كل المخلوقات... إلا أن للثعبان رأياً هو الآخر في هذا الكائن الفتان النمام... لكن الإنسان يبادرهُ بالقول:
- تعساً لك من ثعبان، كنتَ سبباً لتعاسة البشرية.
- أنا لا أجاريك بالشرور... يا نمام، يا فتان.
- ألم تغرر بأبينا آدم وتجعله يأكل من الشجرة المحرمة؟
- وهل أنت مسلم؟
- نعم، أنا مسلم.
- فمن أين جئت بأنني غررتُ بأبينا آدم؟
- ماذا تعني بمن أين جئت؟
- ما تقولهُ لم يرد في كتاب الله.
- ولكن ليس هناك من ينكر أنك تحمل الموت للناس.
- وما دليلك؟
- دليلي أنك تلدغ خلق الله؟ أليس لسانك يحمل سُماً للناس؟
- هكذا هي طبيعتي وخلقي، ولكن ماذا عن لسانك أنت؟
- لساني لا يحمل السم.
- وأنا لدغتي دائماً ما تكون دفاعاً عن نفسي، ولا أعترض مَن يدعني وشأني.
- لكن لدغتك إذا أصابت فهي قاتلة.
- ولدغتك أنت كارثية ومُدمرة وتشمل البعيد والقريب، أما أنا فألدغ القريب مني فقط، وقد أصيبه وقد أخطئ.
- لا تُبالغ بطيبتك، أنت تتعامل بالسم بين الناس.
- لسانك أيها النمام الفتان يوزع الحقد والكراهية والحسد على كل المخلوقات.
- أنت تُبالغ كي تُبرئ نفسك.
- بل إن فتنتك ونميمتك من أهم أسباب عدم استقرار البشر في بلدانكم.
- هل تقبل أن يحكم بيننا الناس؟
- الناس الشرفاء كلهم يكرهون النميمة والفتنة.
- وأراهنك- أيها الثعبان - أنك ستجدهم جميعاً يكرهون الثعابين.
- فمن تقترح للحكم بيننا؟
- قراء الصفحة الأخيرة من جريدة «الجريدة».
- موافق.
- كلهم سيحكمون بكراهيتهم للثعابين.
- ليكرهوني، لأنني لا ألدغ الناس بالنميمة والفتنة، وأجعل الكراهية هي المبدأ السائد بين البشر... كما تفعل.
- هذا الميدان يالثعبان.
- والله لو رجحوك لاختل الميزان..........
***أعزائي القراء:
توجد لدي الكثير من هذه الفنتازيات التي قد يراها البعض أقرب ما تكون لكتابات الأطفال، ولكن صدقوني: إن هذا النوع من الكتابات يستنزف الكثير من التفكير والوقت... عموماً إذا لقيت هذه التجربة قبولاً لديكم فقد أكررها بين الحين والآخر....