في مشهد إيماني مهيب، أدى حجّاج بيت الله الحرام، أمس، الركن الأعظم بوقوفهم على صعيد عرفات الطاهر في ذروة مناسك سجّلت أعداداً قياسية هذا العام، رغم الأجواء الشديدة الحرارة.
ومع إشراقة خير يوم طلعت فيه الشمس، توافد نحو 1.845 مليون حاج من أكثر من 160 دولة على صعيد عرفات، وأدوا صلاتَي الظهر والعصر جمعاً وقصراً واستمعوا إلى خطبة بمسجد نمرة، ليتفرغوا بعد ذلك للتكبير والتهليل والتحميد والدعاء وتلاوة القرآن الكريم.
وقبل غروب شمس يومهم المشهود، نفر الحجيج جميعاً إلى مشعر الله الحرام بمزدلفة لإكمال نسك الحج بأداء صلاتَي المغرب والعشاء جمع تأخير، اقتداءً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمبيت فيه، ثم جمع الحصى لأداء نسك رمي الجمرات، ونحر الهدي والحلق والتقصير قبل الذهاب إلى المسجد الحرام في مكّة المكرّمة لأداء طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة.
ووسط متابعة أمنية مكثفة وتدابير صحية وقائية، نجحت السلطات السعودية في تفويج الحجيج إلى مشعرَي عرفات ومزدلفة بكل سلاسة رغم التجمع الهائل، الذي ارتفع هذا العام بسبب رفع القيود على الأعداد والأعمار وإنهاء إجراءات تفشي جائحة كورونا.
وفي خطبة عرفات، شدد عضو هيئة كبار العلماء يوسف بن سعيد على أن اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبرراً للاختلاف والنزاع، مؤكداً أن في اجتماع الكلمة صلاحاً للدين والدنيا وتحقيقاً للمصالح وزوالاً للمفاسد ودحراً للباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين.
وأشار إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وسفكت الدماء واستحل المال وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها، منبهاً إلى أن الشريعة نهت عن الانسياق وراء الشائعات والأراجيف وتفريق الصف.