التغير المناخي سيبقى المُرعب والمهدد الأول والأخير للبشر والنبات والحيوان، وبلا جدال يعتبر أكبر خطر يهدد الوجود والحياة لجميع الكائنات الحية.
خبراء البيئة ما زالوا يواصلون التحذير في كل قمة بشأن التغير المناخي، منذ نهاية القرن الماضي على مدى أكثر من 3 عقود في كل مؤتمرات الأطراف بشأن المناخ وفي جميع القمم الموازية المتعلقة به، لكننا لم نر تقدماً في وضع حلول ملموسة جامحة للتغير المناخي لما سيحصل، أو لو حصلت كارثة بيئية، كما حصل في باكستان وبنغلاديش وبعض دول أوروبية، فيضانات وتسونامي دمرت وأغرقت بيوتات مئات الألوف من الأسر في هذه البلدان، ونزوح ملايين الأشخاص في إفريقيا.
نجد تأثيرات الطقس بدءاً من إفريقيا وما يصاحبها من جفاف، مروراً بالفيضانات في كرواتيا والجزائر، وصولا إلى الأعاصير التي دمرت جنوب آسيا والكاريبي وحرارة الطقس العالية التي راح ضحيتها قاطنو بعض الدول الأوروبية الذين وصلت لهم درجة الحرارة بما يعادل في بعض الدول 37 درجة مئوية.
إن لم تُحركْ هذه المؤشرات الخطيرة التي غزت كوكبنا من الجفاف والفيضانات والاحتباس الحراري، وارتفاع درجة الحرارة المحسوسة زعماء العالم، فمتى سيتحركون؟!
لا ينحصر الموضوع في ما تم ذكره أعلاه فقط، فالتغير في المناخ، خصوصاً في درجة الحرارة، يؤثر في الحالة الصحية للبشر الذين يشعرون بوهن البدن والضيق وصعوبة التنفس نتيجة النقص الحاد في نسبة الأكسجين حينما ترتفع الحرارة فوق المعدلات الطبيعية مما يؤول إلى زيادة المرضى، وبالتالي في أعداد الوفيات في بعض الدول.
كذلك يلاحظ كما ذكرنا في مقالات سابقة أن أعمار الإنسان في تنازل مستمر، حيث أصبح المتوسط العام للأعمار لا يتجاوز الثمانين عاماً، وإذا لم يمرض الجسم فكل العظام تتآكل وأجهزة الجسم تضعف كالجهاز التنفسي والهضمي والقلب والجهاز التناسلي والبولي كأمراض الكلى والبروتستات المنتشرة في الخليج، وقوة العضلات تنهار من جراء عوامل الجو المتغيرة سنة بعد أخرى.
كل هذه العوامل المَرضية مرتبطة بتغير المناخ خصوصا حينما تعيش في مناخ ملوث بالغازات
وتتنفس الدخان من عوادم السيارات ليل نهار، هذه الأمور كلها مرتبطة ببعضها، حيث التلوث الجوي العامل الأساسي، الذي يؤثر حتماً على الصحة العامة، وبلا شك هذه الأخيرة، تنهار وتضعف، كلما تغير الجو إلى الأسوأ.
* كاتب بحريني.