أطلقت كوريا الشمالية السبت أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى باتجاه البحر، على ما أعلن جيش كوريا الجنوبية، في أحدث عمليات إطلاق الصواريخ التي أجرتها بيونغ يانغ هذا الأسبوع.
وشملت عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية يومي الأربعاء والخميس، صاروخاً بالستياً عابراً للقارات وصاروخاً سقط قرب المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الكورية في 1953.
ويأتي إطلاق الصواريخ فيما أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات جوية مشتركة هي الأكبر على الإطلاق بينهما، أثارت غضب بيونغ يانغ التي اعتبرتها «استفزازية وعدائية».
وقال رؤساء الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان إن «الجيش الكوري الجنوبي رصد أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى أطلقتها كوريا الشمالية من تونريم، في مقاطعة بيونغان الشمالية، باتجاه بحر الغرب اليوم نحو الساعة 11,32 صباحاً وحتى الساعة 11,59».
وبلغت «المسافة التي قُطعت نحو 130 كيلومتراً على ارتفاع نحو 20 كيلومترا وبسرعة 5 ماخ تقريباً»، وتفوق هذه السرعة سرعة الصوت بخمس مرات.
وقالت هيئة الأركان إن الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية تجري مزيداً من التحليلات لمعطيات عمليات الإطلاق.
حذرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أن عمليات إطلاق الصواريخ قد تكون مقدمة لتجربة نووية تقوم بها كوريا الشمالية، ومددتا مناوراتهما الجوية الأكبر من نوعها حتى السبت، رداً على ذلك.
وكانت التدريبات المشتركة التي أطلق عليها تسمية «العاصفة اليقظة» (Vigilant Storm) مقررة أساساً من الإثنين إلى الجمعة هذا الأسبوع.
وصعدت بيونغ يانغ وتيرة عمليات إطلاق الصواريخ رداً على المناورات الأميركية الكورية الجنوبية الجوية المشتركة، والتي تعتبرها تدريبات لغزو أراضيها.
واختتمت السبت التدريبات التي نشر خلالها سلاح الجو الأميركي قاذفتين من طراز بي-1بي بعيدتي المدى، في اليوم الأخير الذي شهد عرضاً للقوة.
وثار غضب بيونغ يانغ بشكل خاص في الماضي إزاء نشر أسلحة استراتيجية أميركية مثل قاذفات بي-1بي وحاملات طائرات مع مجموعاتها الضاربة، والتي أرسلت إلى شبه الجزيرة الكورية وقربها في فترات شهدت توتراً متصاعداً.
وفيما لم تعد القاذفة بي-1بي الأسرع من الصوت تحمل أسلحة نووية، إلا أن سلاح الجو الأميركي يعتبرها «العمود الفقري لسلاح القاذفات البعيدة المدى» القادرة على ضرب أي مكان في العالم.
ويقول سلاح الجو الأميركي إن القاذفة قادرة على حمل 34 طناً من الذخائر التي يمكن أن تشمل صواريخ كروز وقنابل موجهة بالليزر.
ويمكن إطالة مدى القاذفة بتزويدها بالوقود جواً ما يمنحها القدرة على شن ضربات في أي مكان في العالم.
وقال الباحث في الدراسات الكورية الشمالية آن تشان إيل لوكالة فرانس برس إنه نظراً لأهمية القاذفة باعتبارها من الأصول الاستراتيجية الأميركية الرئيسية، فإن نشرها في التدريبات مع كوريا الجنوبية سيُعتبر من كوريا الشمالية «تهديداً كبيراً».
وتأتي مشاركة القاذفتين الأميركيتين في المناورات غداة نشر كوريا الجنوبية طائرات مقاتلة رداً على ما قالت إنه تحريك 180 طائرة حربية كورية شمالية، ويرى الخبراء أن كوريا الشمالية قلقة بشكل خاص بشأن هذه التدريبات لأن سلاحها الجوي هو من أضعف المكونات في جيشها، إذ يفتقر إلى الطائرات عالية التقنية والطيارين المدربين بشكل جيد.
ومقارنة بأسطول كوريا الشمالية المتقادم، شارك في مناورات «العاصفة اليقظة» عدد من أكثر الطائرات الأميركية والكورية الجنوبية تطوراً، من بينها مقاتلات الشبح إف-35.
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة الجمعة أنّ سلسلة التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية تشكّل «استهزاءً» بمجلس الأمن، في انتقادات مبطّنة أيضاً للصين وروسيا.
وقالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد خلال جلسة لمجلس الأمن «هؤلاء الأعضاء برّروا الانتهاكات المتكرّرة من جانب جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، وبدورهم مكّنوا كوريا الشعبية الديموقراطية واستهزأوا بهذا المجلس».
وحمّلت موسكو وبكين بدورهما واشنطن مسؤولية التصعيد وانتهى الاجتماع دون صدور بيان مشترك عن مجلس الأمن.