هشاشة التحصيل الزراعي وضعف المناخ... ما العلاج؟
لماذا سنبقى نعتمد على استيراد صناعة الغذاء ومواده وزراعته من الخارج، لا شك أن نقص الإمداد لسبب ما كما حصل جراء انتشار جائحة كورونا أو الحرب الروسية سيخلق أزمة غذائية لدينا مستقبلًا لو لم نواكب الأمن الغذائي، ونعمل سريعا في الاستثمار في المجال الزراعي، هذا المجال ليس لتخفيف حرارة الجو فقط، بل يعالج بعض أهداف التنمية المستدامة التي باتت تؤرق جميع الدول كالتصدي للجوع والفقر والبيئة.
لذا ينبغي علينا علاج المناخ في إقليمنا الذي أصبح أمره حتمياً، للسياحة والزراعة والاقتصاد، كون معظم بلداننا تعتمد على الواردات من الغذاء، لماذا لم نتخذ إجراءات التكيف مع المناخ مثل تخفيف الحرارة والاستثمار في الزراعة للوصول إلى الاكتفاء والأمن الغذائي، بدلا من الإهدار المضاعف على بناء المباني الضخمة وناطحات السحاب وتنوع المدن التي باتت منتشرة بلا منفعة استثمارية للبلد.
بتقديري الأهم هو معالجة الحماية الاجتماعية ومكافحة الجوع لو حصل علينا حصار، فاليوم يمكننا الاستيراد وغدا قد لا نستطيع بسبب الأزمات مثل أزمتي كورونا والحروب، والعالم منذ عقود لم يستقر، وكلما انتهت أزمة استجدت أخرى، ولو توقفت الإمدادات عن إقليمنا فكيف نعيش، ولو استغنى العالم عن نفطنا فكيف ندبر أمورنا في ما يخص الحماية الاجتماعية لبلداننا؟
بعد هذه المقدمة نرجع لمحور حديثنا عن معالجة المناخ في العمل على نشر المحميات الزراعية والتوسع في إصلاح الأراضي الزراعية في جميع أنحاء المنطقة والاستثمار فيها بدلا من أن نكون أسرى تحت قوانين مصدري الغذاء وارتفاع أسعارها.
مثلا سورية قاومت حربا ضروسا، وإيران عاشت حصاراً منذ عشرات السنين، وكونهما تمتلكان الأمن الغذائي لم تخضعا للاشتراطات والضغوطات الإمبريالية، فقد مكثتا شامختين لوجود الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وكافحتا الفقر، لكنهما لم تموتا جوعا.
ونحن أيضا نحتاج للحماية الاجتماعية بالاكتفاء الذاتي لأن لدينا تدفقات نقدية هائلة وجب علينا استثمارها في المجال الزراعي، فالزراعة في البلد من فوائدها تحاشي التضخم في الأسعار من الخارج جراء رسوم التصدير والاستيراد والتأمين على المواد الغذائية والنقل والتخزين، خصوصاً في الأزمات التي تعوق التصدير، والزراعة الغذائية مهمة لأي بلد يهدف إلى الحماية الاجتماعية للشعب، ومع التكنولوجيات الحديثة ليس صعباً التعامل مع مرونة المناخ، هناك تقنيات حديثة تجعل المناخ مرناً كتكنولوجيا التخفيف والتكيف مع المناخ، وتشييد المدن المرنة (موادها طاردة للحرارة لتقليل استخدام الطاقة) والانتقال الى الطاقة المتجددة مثل التحول الى السيارات الكهربائية والمواصلات الجماعية وإنتاج الكهرباء بطاقتي الشمس والرياح.
* كاتب بحريني.