الصراع الأمني والاستخباري بين حزب الله وإسرائيل يستمر ويتطور. على الرغم من الهدوء القائم على الجبهات، والحرص الدولي على عدم اهتزازه، فإن الحرب الأمنية مستمرة بين الجانبين، وآخر فصولها ما تكشف من تركيا عن إلقاء الأجهزة الأمنية التركية على شبكة تابعة للموساد الإسرائيلي تضم لبنانيين، وسوريين وأتراكاً كانوا يعملون بناء على توجيهات الاستخبارات الإسرائيلية، وبعضهم من زار لبنان وتحديداً منطقة الضاحية الجنوبية لمراقبة ورصد مواقع وشخصيات في حزب الله. لم يكن هذا النشاط الإستخباري الأول من نوعه الذي يسعى الإسرائيليون من خلاله إلى تحقيق اختراقات في لبنان. في الفترة السابقة، حاول الإسرائيليون اختراق بيئة حزب الله، وقد حصلت عمليات أمنية عديدة داخل لبنان أدت إلى توقيف العديد من العملاء، فيما تم الكشف عن خلايا تعمل على التحضير لمتفجرات بالقرب من أحد مواقع الحزب، وهو ما حصل قبل أشهر قليلة في منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت حيث انفجرت إحدى العبوات خلال تركيبها من أحد العملاء. يبقى ذلك في إطار المرحلة الثانية من هذه الحرب الأمنية والاستخبارية. فالمرحلة التي سبقت كانت تنطوي على تفجيرات غير متبناة في مناطق عديدة بالجنوب.

في موازاة هذا الصراع، يبرز صراع آخر في الجنوب اللبناني خارج الخط الأزرق وتحديداً في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة من الإسرائيليين والمتنازع عليها بين لبنان وسورية وإسرائيل، إذ عمل الحزب على تحقيق اختراق كبير هناك ونصب خيمتين مجهزتين بمقاتلين وعتاد عسكري. ولا تزال عملية نصب الخيم تتفاعل، خصوصاً أن الإسرائيليين والذين لوحوا بالكثير من التهديدات واللجوء إلى التصعيد وطلبوا تدخل وسطاء عرب وأجانب لإزالة الخيم وجدوا أنفسهم أمام استحالة تحقيق ما يريدونه، فحزب الله رفض بشكل قاطع إزالة الخيم وهو يعتبر نفسه أنه يحقق بعض مما جاء من رسائل في المناورات العسكرية التي أجراها قبل فترة في منطقة عرمتى. إذ كانت رسالة المناورات هي في العبور إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل وهذا ما تحقق بنصب الخيمتين ورفض إزالتهما. فيما النقطة الثانية فقد كانت بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية الأسبوع الفائت والسيطرة عليها بدون أن يتمكن الإسرائيليون من تفجيرها.

Ad

كل هذه الوقائع تشير إلى أن تلك المنطقة ستكون مقبلة على المزيد من التطورات في المستقبل، خصوصاً أن حزب الله لن يكون مستعداً للتراجع، والإسرائيليون أصبحوا في موقع حرج بنتيجة بقاء الخيمتين وتعزيزهما عسكرياً. حزب الله يتمسك ببقاء الخيمتين أكثر بعد إعلان إسرائيل عن ضم قرية الغجر علماً أنها لبنانية بشكل ثابت ولا خلاف أو نزاع حولها ويشملها القرار 1701. هذا الأمر يمكن أن يدفع الحزب للدخول أكثر ونصب المزيد من الخيم أو المواقع هناك، أو قد يدفع لتنفيذ عمليات أمنية أكثر نوعية في المرحلة المقبلة ولا تكون على الطريقة التقليدية أو المعروفة سابقاً.