دخل الجيش السوداني بمعارك ضارية في أنحاء أم درمان بالجزء الغربي من العاصمة الخرطوم، أمس، بهدف قطع طرق الإمداد التي تحاول قوات «الدعم السريع» إدخال تعزيزات من خلالها للمدينة. وذكر شهود أن الجيش شن ضربات جوية وقصف بالمدفعية الثقيلة، فيما وقعت معارك برية في عدة أجزاء من أم درمان. في المقابل، أعلنت قوات «الدعم» أنها أسقطت طائرة مقاتلة، ونشر سكان محليون مقاطع مصورة تظهر طيارين يقفزان من الطائرة بمظلة. ووصف سكان اشتباكات أمس بالأعنف منذ أسابيع، وقالوا إن الجيش حاول كسب مساحات من الأرض، كما حاول صد هجوم للقوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي على قاعدة للشرطة.

وتجددت الاشتباكات العنيفة، أمس، بين طرفي في مدن الخرطوم الثلاث أم درمان والخرطوم والخرطوم بحري، غداة دعوة القوات المسلحة الشباب إلى الالتحاق بصفوفها لمواجهة المتمردين، في إشارة إلى قوات «الدعم السريع».

Ad

وقالت القوات المسلحة في بيان إلى «إنفاذ نداء رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان للشباب، وكل من يستطيع مشاركة القوات المسلحة شرف الدفاع عن كيان وكرامة الأمة السودانية، تم توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين وعليهم التوجه لأقرب قيادة أو وحدة عسكرية».

وفي تطور آخر ينذر بمزيد من التصعيد والتعقيد في غرب البلاد، أعلن زعماء قبائل من جنوب دارفور تحالفهم مع قوات حميدتي.

وتشكلت قوات «الدعم السريع» في الأساس من عناصر مسلحة ذات أصول عربية ساعدت في سحق تمرد في دارفور بعد سنة 2003 قبل أن تتطور لتصبح قوات محلية معترفاً بها رسمياً.

وتشير أحدث إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن الصراع شرد 2.8 مليون تقريبا منذ أن بدأ في منتصف أبريل الماضي، من بينهم نحو 650 ألفا عبروا الحدود إلى دول مجاورة.

واندلع الصراع بين الجيش وقوات التدخل السريع في 15 أبريل، مما أدى لمعارك يومية بالعاصمة، وأجج عمليات القتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد، وهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد. وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار خلال محادثات في جدة تم تعليقها يونيو الماضي، بعد أن انتهك كلا الطرفين اتفاقات الهدنة.