أكد وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، أنه ليس هناك أمامنا أي خيار لتلبية تطلعات وآمال شعوبنا المستحقة سوى تجسيد شعار «الوحدة باتت ملحّة والصمود أضحى واجباً... إن كنا نريد حقاً مواجهة التحديات العديدة المحيطة بنا».
جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في أعمال الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز المنعقد أمس، في عاصمة جمهورية أذربيجان باكو، تحت عنوان «حركة عدم الانحياز متحدة وحازمة في مواجهة التحديات الناشئة».
وألقى وزير الخارجية كلمة في أعمال الاجتماع أعرب فيها عن بالغ التقدير للجهود الصادقة والمخلصة، التي بذلتها جمهورية أذربيجان تجاه تعزيز العمل متعدد الأطراف من خلال قيادتها الرصينة لحركتنا العتيدة والتي مارستها على قدر كبير من المهارة والدقة.
وقال سالم الصباح، إننا نجتمع وسط ظروف صعبة واستثنائية تفرض علينا التحلي بروح الحكمة والمسؤولية في سبيل الخروج بحلول عادلة وواقعية متسلحة بما استقر في وجداننا من قيم وأعراف وقواعد دولية نعتبرها جميعاً الوسيلة المثلى للتحكم في تسارع الأحداث وتجنب التصعيد المنذر بأوخم العواقب.
وأوضح أن شعوبنا أضحت منهكة من دواعي عدم الاستقرار والكوارث والنزاعات المنتجة للمآسي وخيبات الأمل، وهي الآن تتطلع إلى مستقبل أفضل تتنفس فيه رئتيها هواء الحرية والسلام والكرامة، مستطرداً: مما يحتم علينا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بذل قصارى الجهود وحشد الطاقات وتكثيف العمل لتحقيق ما تصبو إليه شعوب دولنا والعالم أجمع من خلق بيئة صلبة تمكننا سويا من مواجهة كافة تحديات التنمية والأمن والسلام.
القضية الفلسطينية
وتابع: كانت ومازالت القضية الفلسطينية القبلة السياسية للعرب والمسلمين وجميع أحرار العالم في كافة المحافل الإقليمية والدولية، مردفاً: ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا الدائم إلى تحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعة الدولية، والذي لن يتحقق طالما بقيت إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال وأمعنت في الاستمرار ببناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وصولاً إلى تضييع كل الفرص المتبقية لإرساء الحلول التي ارتضيناها سبيلاً وحيداً لمنح الشعب الفلسطيني الشقيق كامل حقوقه المشروعة.
أوضاع السودان
وأشار إلى أنه على الرغم من القلق الذي يعترينا جراء تطور الأوضاع في السودان الشقيق لكننا على يقين تام بحكمة الإخوة الأطراف في تغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية على ما سواها من المصالح والأجندات الضيقة، مؤكداً استمرار الكويت في المشاركة الفاعلة في جميع الجهود الإقليمية والدولية التي من شأنها ضمان الاستقرار في جمهورية السودان وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق.
حرق المصحف
وأردف: لقد كان التضامن الدولي المترجم عبر اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة وبتوافق الآراء للقرار 254 والمعنون (اليوم العالمي لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا) شاهداً على الضرورة المتزايدة لتضافر الجهود الدولية نحو اتخاذ خطوات جادة للحد من خطاب الكراهية خصوصاً مع تزايد سلسلة من أنماط الكراهية والتحريض ضد المسلمين، التي كان آخرها ما قام به متطرف بحرق المصحف الشريف في ستوكهولم تلك الأعمال الشاذة باتت تتطلب أن تكون محل إدانة واستنكار دولية وعليه نجدد استنكار وشجب الكويت الشديدين لهذه الأعمال الشاذة.
وطالب بمحاسبة مرتكبيها وعدم تكرارها مستقبلاً، داعياً أيضاً المجتمع الدولي باعتماد قوانين دولية تجرم الإساءة إلى الأديان والمعتقدات.
وفي ختام كلمته، قال إن تحقيق طموحاتنا وأهدافنا المشتركة يظل رهنا بتعزيز دور حركتنا وإسهامها الفاعل في تغيير أوضاع عالمنا المتقلب الملبد بغيوم مثقلة بتحديات وصعاب متعددة وتفعيل سيادة القانون والتمسك الصادق بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة بما يكفل لنا تحقيق مستقبل مزدهر لشعوبنا وأجيالنا القادمة.
اللجنة الكويتية - التركية المشتركة تجتمع نهاية العام
التقى وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بجمهورية العراق الشقيقة فؤاد محمد حسين على هامش أعمال الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في باكو.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وأطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات الحيوية والمهمة، كما تمت مناقشة عدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك والمستجدات الراهنة في المنطقة والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والمواضيع المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز.
كما التقى وزير الخارجية مع نظيره التركي هاكان فيدان، حيث ناقشا التطورات الأخيرة على الساحتين الاقليمية والدولية والمستجدات الراهنة في المنطقة والمواضيع المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز.
وجدد سالم الصباح التهنئة للوزير التركي على توليه منصبه الجديد وزيرا للخارجية في الجمهورية التركية، متمنيا له كل التوفيق والنجاح ولتركيا وشعبها الصديق المزيد من التقدم والازدهار، كما تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين وأطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والاستثمارية منها وبحث كل ما من شأنه تحقيق تطلعات وطموحات شعبي البلدين الصديقين نحو المزيد من التطور والازدهار.
وأعرب الجانبان خلال اللقاء عن التطلع المشترك لعقد أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين الصديقين نهاية العام الجاري في الكويت.
رئيسة وزراء إيطاليا: علاقتنا بالكويت تاريخية
التقى وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، أمس الأول، مع رئيسة مجلس الوزراء في الجمهورية الإيطالية الصديقة جورجينا ميلوني، في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها والوفد المرافق إلى روما.
ونقل وزير الخارجية في مستهل اللقاء أطيب تحيات القيادة السياسية في الكويت إلى القيادة السياسية الإيطالية وإلى شعب إيطاليا الصديق، وسلم رسالة خطية من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد إلى رئيسة الوزراء الإيطالية تتصل بالعلاقات الوثيقة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وأطر تعزيزها وتمتينها في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة.
من جانبها، ثمنت ميلوني العلاقات الكويتية - الإيطالية التاريخية والمتجذرة وما توصلت إليه الروابط الوثيقة التي تجمع البلدين الصديقين من مستويات رفيعة ومميزة، معربة عن تطلعها إلى توسعة آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وعلى الصعد كافة.
ومن ناحيته، أثنى وزير الخارجية على التعاون الوثيق القائم بين البلدين الصديقين وبالروابط العميقة التي تجمع الشعبين على كل المستويات والتطلع إلى المزيد من التقدم والنماء، خصوصاً أن العام الحالي يشهد مناسبة مرور 60 عاماً على انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين والجهود المشتركة بين البلدين في تزايد مستمر نحو تحقيق كل ما من شأنه أن يعود بالمنفعة على البلدين وشعبيهما الصديقين.