«لا طبنا ولا غدا الشر» يوجز لنا الكثير من التقارير عن مرحلة إعداد الأزرق وتأهيله من جديد، وذلك عقب انتهاء الموسم الكروي، والتي دخل فيها معسكر تدريبي في القاهرة، خلال الفترة من 10 إلى 17 يونيو الماضي، وتخللته مباراتان دوليتان وديتان مع منتخبي زامبيا للمحليين والسودان الأولمبي، «وكانت مواريهم باينة» والفرحة بالنتائج «رمادية» ثم المشاركة في بطولة الكأس الذهبية التي استضافتها الهند، وذلك بناءً على دعوة من اتحاد جنوب آسيا، والتي واجه فيها المنتخب الهندي (مرتين) ونيبال وباكستان وبنغلادش.
ومن المعلوم وفق التصريحات، أن الهدف من فترة الإعداد، هو الارتقاء بمركز الأزرق في التصنيف الشهري الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتجهيز الفريق للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 في أميركا والمكسيك وكندا، وكأس آسيا 2027 بالسعودية، لكن بقي الحال على ما هو عليه، فلم يتقدم الفريق في التصنيف بالشكل المأمول بعد أن ارتقى مركزين فقط من 143 إلى 141 عالمياً، كما لم يتم صقل خبرات اللاعبين في ظل مواجهة منتخبات ضعيفة.
الغريب في الأمر، أنه في الوقت الذي رفضت فيه الإدارة الفنية المشاركة في بطولة وسط آسيا وهي الأقوى من نظيرتها «جنوب آسيا» والأفضل في التوقيت، والتي استضافتها أوزبكستان في يونيو الماضي، بمشاركة منتخبات أفغانستان وإيران وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان ومنتخب البلد المضيف، إلى جانب منتخب عُمان الذي شارك بدعوة خاصة.
وعلى الرغم من التلميح تارة والتصريح أخرى، سواء من جانب الإدارة الفنية أو الاتحاد بأن المشاركة في البطولات أو لعب مباريات ودية، تأتي بعد الوقوف على رأي الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي روي بينتو إلا أن هذا الأخير يبدو أنه آخر من يعلم بالمشاركات من خلال تصريحاته في المؤتمرات الصحافية التي عُقدت في الهند ونشرها موقع الاتحاد، والتي أكد فيها أن البطولة تسببت في إصابة اللاعبين بالإرهاق والإجهاد، لأنها أقيمت بعد انتهاء الموسم، كما أن إقامة المباريات الساعة الثالثة عصراً بتوقيت الهند أمر لم يكن في مصلحة المنتخب، خصوصاً في ظل ارتفاع الرطوبة ودرجة الحرارة في هذا التوقيت.
وتطرح تصريحات بينتو سؤالاً في غاية الأهمية، مفاده، هل استفاد الأزرق من المشاركة في البطولة، وهل تمت المشاركة بناءً على رؤية فنية مدروسة أم بسبب الطموح إلى حلم تحقيق إنجاز باهت؟
ومن المؤكد أن الإجابة عن هذا السؤال لا تحتاج إلى تفكير عميق، بل تجدها في كلام المدرب، فالبطولة تسببت في الإرهاق والإجهاد، وعرّضت اللاعبين للشد العضلي في أغلب المباريات، كما لم توفر لهم الاحتكاك من أجل صقل خبراتهم والاعتماد على أصحاب الأعمار الصغيرة منهم مستقبلاً، وتسبب كل ذلك في ظهور المنتخب بشكل سيئ، وما معاناته أمام منتخب بنغلادش في الدور قبل النهائي، والتغلب عليه بصعوبة بهدف من دون رد في الشوط الإضافي الأول، إلا إجابة صريحة عن مدى الاستفادة الفنية من هذه البطولة.
اللافت في الأمر، أن المحسوبين على اتحاد الكرة يتحدثون عن عدم خسارة المنتخب في 11 مباراة متتالية، وهو ما لم يحدث منذ عام 1987، لكنهم لم يتطرقوا لا من قريب أو بعيد إلى من لعب الأزرق ضده، وما فائدة عدم الخسارة في فترة من المفترض أن يقف فيها الجهاز الفني على سلبيات وأخطاء اللاعبين، كما أن هذه المكاسب لم تأتِ في مباريات أو بطولات رسمية، ما يعني أنها بلا فائدة على الإطلاق.
«الجريدة» استطلعت آراء بعض المدربين حول مشاركة الأزرق في بطولة «جنوب آسيا»، وجاءت كالتالي:
بديح: بلا فوائد
في البداية، أكد مدرب نادي القادسية الأسبق راشد بديح أنه كان يتعين على مجلس إدارة اتحاد الكرة والإدارة الفنية اتخاذ قرار مشاركة أي من المنتخبين الأولمبي أو الشباب في البطولة، مشيراً إلى أن المنتخب لم يحقق الفوائد الفنية المرجوة من وراء البطولة، وهو أمر متوقع في ظل مشاركة منتخبات ضعيفة.
وقال بديح: لا أحد يعلم المعايير التي دفعت الاتحاد والإدارة الفنية للمشاركة في هذه البطولة، مؤكداً أن توقيتها سيئ، وتسبب في تعرض اللاعبين للإرهاق والإجهاد، وهو الأمر الذي سيلقي بنتائجه السلبية عليهم لاحقا لعدم حصولهم على راحة بعد انتهاء الموسم.
سليمان: هذا مستوانا
من جانبه، قال نجم المنتخب الوطني ونادي الجهراء السابق وائل سليمان إنه مع المشاركة في البطولة كونها دولية، مضيفا أنه يجب على الجميع التكيف مع الواقع وعدم «العيش» في ماضي الانجازات، فهذا هو مستوى الأزرق.
وشدد سليمان على أن الكرة الكويتية لا تمتلك العوامل التي تدفعها لمنافسة اقل الفرق والمنتخبات، مؤكدا أنه توقع أن يستغل بعض اللاعبين الفرصة، من أجل اثبات احقيتهم بالانضمام للمنتخب، لكنهم ظهروا بمستوى متواضع جداً.
وأشار إلى أن أحد أبرز السلبيات تمثل في سيطرة العصبية والتوتر على بعض اللاعبين على غرار ما يفعلونه في البطولات المحلية، مؤكداً أن «الاحتراف التزام ومسؤولية وقدوة وإخلاص وروح قتالية، وليس الحصول على الأموال فقط».
عناد: توقيت سيئ ولكن
واتفق المدرب المساعد لمنتخب الكويت الوطني السابق ثامر عناد مع بديح في سوء توقيت البطولة، مضيفا أن المشاركة فيها منحت اللاعبين فرصة جيدة لإثبات جدارتهم بالانضمام للمنتخب.
وبين عناد أنه عندما لعب الأزرق مباراة ودية مع منتخب التشيك وخسر أمامه بسبعة أهداف من دون رد، تعرض الجميع للانتقادات آنذاك، متسائلا: إذن لماذا تتنقدون المشاركة في البطولة؟
الشمري: تدعيم خط الدفاع
من جهته، طالب مدرب نادي جدة السعودي الحالي ماهر الشمري أنه لا بد من التركيز على 26 لاعباً فقط، مع ضرورة شعور اللاعبين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مبينا أن خط الدفاع وتحديدا مركز «المساك» في حاجة إلى لاعبين آخرين مع الحاليين.