نقطة: تكاتيك لعب السكيك
أجزم بأن في كل بقاع الأرض من المكسيك للدهلة والكسليك، لا بد أن مر على كل هواة لعب كرة القدم في الشوارع والفرجان والحارات والأزقة والساحات الترابية، وجود حالة المزعج عديم الموهبة واللياقة الذي يظن بإمكاناته وقدراته الكروية أعلى الظنون وأنه خليفة «بوشكاش» على الأرض لكن لم يُخلق حتى الآن من يقدره حق قدره، ويفاجأ كل مرة عندما يستبعده رفاقه من اللعب معهم، فيمارس عليهم بعدها موهبته التكتيكية الفذة بالشغب من خارج الملعب محاولاً إفساد المباراة والمتعة عليهم وفق مبدأ «لعبوني ولا أخرب اللعب»، فتارة يرميهم بالعلب الفارغة، وتارة يزعجهم بصراخه وتعليقاته وشتائمه الرياضية، أما إذا خرجت الكرة خارج الملعب ووصلت إلى يديه الكريمتين فغالباً ستنتهي المباراة لأن الكرة لن ترجع بعد أن يهرب بها إلى الأبد، لذلك غالباً ما يلجأ حكماء لعب السكيك لإشراكه في اللعب، تفادياً لشره ورغبة منهم في استكمال هوايتهم الممتعة من دون منغصات وإزعاج وقلق لا داعي له، فإن كان لعبه سيئاً وعنيفاً فبقية اللاعبين ليسوا من محترفي الدوري الإسباني، ويغضون الطرف عن الكرات المسروقة أملاً في الحفاظ على ما سيأتي منها، ويكفي أن الملعب وهو الأهم بالمعادلة ما زال موجوداً لم يختفِ حتى الآن.