توتر بين «فتح» و«حماس»... ومقتل إسرائيلي وفلسطيني
برزت، أمس، بوادر توتر عميق بين السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» من جهة، وحركة «حماس» المسيطرة على قطاع غزة من جهة أخرى، ألقت بظلال من الشك على اجتماع مرتقب لقادة الفصائل من المقرر أن تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة.
وكالت منصات تابعة لـ«فتح» الاتهامات لـ«حماس» بعد تعرض عضو اللجنتين التنفيذية للمنظمة التحرير و«مركزية فتح» عزام الأحمد، والقيادي الفتحاوي البارز محمود العالول للطرد خلال المشاركة في جنازة أقيمت بمدينة جنين بالضفة الغربية لتشييع ضحايا العدوان الإسرائيلي.
ونقل عن عزام الأحمد قوله أمس: «عندما بدأ العالول إلقاء كلمته خلال الجنازة بدأ بعض الزعران يتطاولون ويهتفون بهتافات سخيفة مثلهم ومثل أساليبهم التخريبية، وحتى قبل وصولنا لنهاية الجنازة بدأوا يهتفون شعارات غريبة ضد السلطة وقادتها». وذكر نشطاء بـ«فتح» أن «حماس» لم تشارك في المعارك التي دارت بجنين على مدار يومين إلى جانب عناصرها التي تصدت مع حركة «الجهاد» للتوغل الإسرائيلي الأكبر منذ 20 بالضفة الغربية، وقالوا إن الحركة الإسلامية المسيطرة على غزة فضلت الاختباء بالقطاع، وعدم الانخراط في المواجهة مع استمرارها في تكديس الأسلحة بالضفة لتكرار انقلابها على سلطة رام الله عام 2007.
وتداول النشطاء فيديو لملثم قدم نفسه على أنه من أبناء «كتائب شهداء الأقصى» الجناح المسلح لـ«فتح» هاجم فيه «المرتزقة أصحاب الأجندات المشبوهة» من اتباع «انقلاب حماس تحت غطاء الدين» بعد محاولتهم المساس بالرموز التاريخية للحركة الوطنية. وهدد باعتبار كل من تسوّل له نفسه، سواء بشكل فردي أو تحت شعار أي فصيل بالمساس برموز «فتح» بقطع يده. وتحدثت منصات أخرى عن بدء القوات الفلسطينية بـ«اعتقال كل من تطاول واعتدى على المقاومين وعلى رأسهم جهاد نجل محمود العالول». وردت حسابات مؤيدة للحركة الإسلامية على مواقع التواصل بأن الأهالي هم من قاموا بطرد وفد السلطة، التي تحتفظ بتنسيق أمني «مخزي» مع إسرائيل، بعد أن حاول إلقاء كلمة خلال «جنازة الشهداء».
فيما اتهم حسب «المركز الفلسطيني للإعلام»، أجهزة السلطة الفلسطينية، بقمع أهالي مخيم جنين لاحتفالهم بخروج القوات الإسرائيلي من المخيم.
وشهدت الجنازة، حسب مقاطع الفيديو المتداولة، شداً وجذباً بين أهالي المخيم والمسؤولين والحراس الشخصيين لهم، حتى تم طردهم نهائياً.
وجاء تبادل الاتهامات بين الجانبين بالتزامن مع إعلان عزام الأحمد أن الرئيس الفلسطيني زعيم «فتح» محمود عباس سيحدد موعد اجتماع قادة الفصائل في القاهرة لاحقاً، فيما يتم التواصل بشكل يومي بشأن ذلك مع المسؤولين المصريين لرعاية المصالحة الفلسطينية. وأوضح الأحمد أن الاجتماع الذي تقرر عقده على وقع العملية الواسعة ضد جنين، سيركز على «بحث تعزيز الوحدة الوطنية والجهد الفلسطيني في إطار منظمة التحرير وبرنامجها الوطني».
وتابع الأحمد قائلا: «إن من يريد أن يحضر ويمارس مسؤولياته للاجتماع في القاهرة مرحب به، والذي لا يريد فإن النضال والدفاع عن الشعب الفلسطيني شرف لمن يستحقه».
إلى ذلك، أعلن وزير الأشغال العامة الفلسطينية، محمد زيارة، أن 429 منزلاً ومنشأة تضررت جراء الهجوم الإسرائيلي على جنين ومخيمها. وأضاف أن تكاليف إعادة الإعمار تقدر بمبلغ 12 مليون دولار.
وليل الأربعاء - الخميس، أعلن وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، تخصيص مبلغ 15 مليون دولار لمصلحة التكفل بإعمار مدينة جنين ومخيمها، في إطار دعم العمليات التي تنفذها وكالة «الأونروا» لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وفي وقت أعلن مكتب الاتحاد الأوروبي في فلسطين، إجراء اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية لاحتواء التصعيد بين الفلسطينيين وإسرائيل، قتل إسرائيلي بعملية دهس وإطلاق نار شنها فلسطيني قرب مستوطنة كدوميم غرب نابلس. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل المنفذ.