أجرت الوساطة السعودية الأميركية، اتصالات مع الإدارات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني في السودان، للمشاركة في مباحثات جدة التي جمعت طرفي النزاع المسلح الذي اندلع منذ نحو 3 أشهر بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
وقال عضو المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بالسودان بشرى الصائم، إن «الوساطة السعودية الأميركية أجرت اتصالات بالإدارات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة كمراقبين في مباحثات جدة» التي توقفت يونيو الماضي بعد عدم احترام طرفي الصراع لهدنة منتصف الشهر الماضي.
وأضاف أن «الوساطة طلبت منهم ترشيح أسماء للمشاركة في المفاوضات»، مؤكداً الانتهاء من ترشيح الأسماء المشاركة في المباحثات. وتوقع الصائم استئناف مباحثات جدة الأسبوع المقبل. وأشار المسؤول السوداني إلى أن «الإدارات الأهلية بصدد عقد اجتماع خلال الفترة المقبلة في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، ضمن جهود إنهاء الحرب في السودان.
إلى ذلك، نفذ سلاح الجو التابع للجيش السوداني، أمس، غارات جوية عنيفة على عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم حيث قصف الطيران الحربي معسكرات لـ«الدعم السريع» في المدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوبي الخرطوم.
وسمع دوي انفجارات عنيفة مع تحليق للطيران وأصوات المضادات الأرضية في شرقي وجنوبي الخرطوم. وأفادت تقارير بأن الطيران استهدف في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء ولليوم الثاني على التوالي، تجمعات لـ«الدعم السريع» في حي المعمورة شرقي العاصمة.
من جهة أخرى، أفاد شهود عيان بتعرض سوق منطقة الكلاكلة جنوبي الخرطوم لأعمال سلب ونهب من قبل «جماعات متفلتة».
وتأتي تلك التطورات وسط تساؤلات عن قدرة قبائل عربية في دارفور أعلن زعماؤها أخيراً الانضمام إلى «الدعم السريع» وترك الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في قلب موازين القوى بالصراع الدائر على السلطة حالياً.
وفي ولاية دارفور التي شهدت حرباً أهلية طاحنة عام 2003، دعا زعماء أكبر سبع قبائل عربية في المنطقة، عبر تسجيل مصور، جميع أفراد قبائلهم إلى الانضمام لـ«الدعم السريع» بزعامة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، مطالبين خصوصاً المنخرطين في صفوف الجيش بتركه للانتقال إلى المعسكر الآخر.
وحتى الآن لم يعلن عن أي تمرد لعناصر من الجيش لكن في جنوب دارفور يشير الجميع إلى أن المسؤول الثاني في عمليات الجيش في نيالا هو جنرال ينتمي إلى قبيلة المسيرية العربية، وكذلك الرجل الثاني في عمليات الجيش في ولاية شرق دارفور المجاورة.
كذلك، ينتمي الكثير من ضباط الجيش إلى قبيلة الرزيقات وهي قبيلة دقلو. ويظهر زعيما هاتين القبيلتين في الفيديو الذي بُث الاثنين الماضي.
ويقول خبراء إن الجيش قد يجد نفسه في مواجهة جبهة واسعة ومتحدة «يمكنها أن تطرده من جنوب دارفور حيث سقطت بالفعل معظم قواعده».