رئيس الصين يدعو الجيش إلى «التجرؤ على القتال»
• يلين تزور بكين في محاولة لضبط العلاقات التجارية
خلال تفقده وحدات في منطقة متوترة قرب تايوان أمس، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، إن جيش بلاده يجب أن «يجرؤ على القتال»، وذلك وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وتأتي زيارة شي في إطار جهود دبلوماسية مع الولايات المتحدة، الداعم الأمني الرئيسي لتايوان، وبالتزامن مع زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين حالياً لبكين، لإجراء محادثات تهدف إلى استقرار العلاقات الاقتصادية.
وتعتبر الصين تايوان، المتمتعة بحكم ذاتي، جزءاً من أراضيها، وتعهدت بالسيطرة عليها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
وأفادت محطة «سي سي تي في» الحكومية، بأنه خلال عملية تفقد لقيادة الميدان الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، قال شي للعسكريين، إنه يتعين عليهم «أن يجرؤوا على القتال (...) وأن يدافعوا بحزم عن السيادة الوطنية والأمن».
ونقلت المحطة عن شي قوله، إن «العالم دخل حقبة جديدة من الاضطرابات والتغيير، وأصبح الوضع الأمني في بلادنا أكثر اضطراباً»، مضيفاً أنه «من الضروري تعميق التخطيط للحرب وللقتال... والتركيز على التدريب العسكري للقتال الفعلي، وتسريع تحسين قدرتنا على الانتصار».
وتابع أن الجيش «يجب... أن يرفع قدرة قادة اللجان الحزبية على الاستعداد للحرب والمعركة».
ووصلت يلين، أمس، إلى بكين في زيارة تهدف إلى تحسين العلاقات التجارية التي زعزعها التنافس المتزايد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وتعتبر هذه الزيارة، التي تستمر حتى الأحد، هي الأولى ليلين إلى الصين منذ تعيينها في منصبها، وتأتي بعد بضعة أسابيع من زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وستسعى يلين، خلال زيارتها، إلى تعزيز التواصل بين البلدين، وتفادي سوء الفهم المتبادل، وتوسيع التعاون حول مواضيع على ارتباط بالاقتصاد العالمي، والاحترار، وأزمة الديون في الدول الناشئة والنامية، بحسب ما أفادت وزارة الخزانة.
وفي تفاصيل الخبر:
قال الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس، إن جيش البلاد يجب أن «يجرؤ على القتال»، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، بينما كان يتفقد وحدات في منطقة متوترة قرب تايوان.
وتأتي زيارة شي في إطار جهود دبلوماسية مع الولايات المتحدة، الداعم الأمني الرئيسي لتايوان، مع زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين حاليا بكين لإجراء محادثات تهدف إلى استقرار العلاقات الاقتصادية.
وتعتبر الصين تايوان المتمتعة بحكم ذاتي جزءاً من أراضيها وتعهدت السيطرة على الجزيرة يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
وأفادت محطة «سي سي تي في» الحكومية أنه خلال عملية تفقد لقيادة الميدان الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، قال شي للعسكريين إنه يتعين عليهم «أن يجرؤوا على القتال (...) وأن يدافعوا بحزم عن السيادة الوطنية والأمن».
ونقلت المحطة عن شي قوله «دخل العالم حقبة جديدة من الاضطرابات والتغيير، وأصبح الوضع الأمني في بلادنا أكثر اضطرابا».
وأضاف بحسب المحطة «من الضروري تعميق التخطيط للحرب وللقتال... التركيز على التدريب العسكري للقتال الفعلي وتسريع تحسين قدرتنا على الانتصار».
وتابع أن الجيش «يجب... أن يرفع قدرة قادة اللجان الحزبية على الاستعداد للحرب والمعركة».
وعقب أيام قليلة من تحذير الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال كلمة أمام منظمة شنغهاي من حرب باردة جديدة، وصلت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، أمس، إلى بكين في زيارة تهدف إلى تحسين العلاقات التجارية التي زعزعها التنافس المتزايد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
والزيارة التي تستمر حتى الأحد هي الأولى ليلين إلى الصين منذ تعيينها في منصبها، وتأتي بعد بضعة أسابيع من زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وأبدت يلين في السابق نيتها زيارة الصين، غير أن المشروع أحيط بشكوك مع عودة التوتر بين البلدين في مطلع العام بعدما رصدت الولايات المتحدة منطاد مراقبة صينيا فوق أراضيها وأسقطته.
وستسعى يلين خلال زيارتها لتعزيز التواصل بين البلدين وتفادي سوء الفهم المتبادل وتوسيع التعاون حول مواضيع على ارتباط بالاقتصاد العالمي والاحترار وأزمة الديون في الدول الناشئة والنامية، بحسب ما أفادت الوزارة.
وغالباً ما تشكل هذه اللقاءات مناسبة لبحث آفاق النمو بين الدول الشريكة والخصمة، وتقوم يلين بزيارتها على خلفية انتعاش اقتصادي صعب من الجانب الصيني وزيادة في معدلات الفائدة من الجانب الأميركي.
سيستقبل رئيس الوزراء الصيني لي كيانغ الجمعة يلين وستجري محادثات مع نائب رئيس الوزراء السابق ليو هي وستشارك في عشاء ينظمه الحاكم السابق للبنك المركزي الصيني تشو تشياوشوان، كما أعلن مسؤول كبير في وزارة الخزانة للصحافيين رافضاً الكشف عن اسمه.
يراهن المحللون أيضاً على محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني الجديد هي ليفينغ الذي عين في مارس الماضي.
ورأت نائبة رئيس معهد جمعية آسيا للسياسة وندي كاتلر ردا على أسئلة وكالة فرانس برس، أن «قضاء يلين أربعة أيام في بكين على ضوء كل الضغوط الأخرى الداخلية والدولية التي تواجهها، يشير إلى الأهمية التي تعلقها على هذه الزيارة».
وإن كانت المواضيع الخلافية كثيرة من الجانبين مع هامش تحرك ضئيل لتعديل سياسات البلدين، فإن كاتلر أوضحت أن الزيارة ستسمح بإرساء قواعد تعاون للمستقبل.
إعادة إرساء العلاقات
من جانب آخر، تندرج الزيارة برأي الباحثة في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة ليندسي غورمان ضمن الجهود الأميركية من أجل «إعادة إرساء» العلاقة بين القوتين الكبريين سواء دبلوماسياً أو على أصعدة أخرى.
وأوضحت الباحثة أنه «ينبغي الأخذ بالواقع الجديد لهذه المنافسة الإستراتيجية» مشيرة إلى أن يلين لم تتطرق حتى الآن إلى المنافسة إلا في المسائل التي تمت إلى الأمن وقيم مثل حقوق الإنسان.
وأكدت غورمان لوكالة فرانس برس أن الرسالة التي توجهها الولايات المتحدة قد تكون «العنصر الأهم» في زيارة يلين.
وتوقعت أن تكون مسائل القيود المفروضة على صادرات المنتجات التكنولوجية وتدابير المنافسة «التي تهيمن حالياً على الأجندة السياسية» في صلب المحادثات مع ضرورة «توضيح الهدف الحقيقي خلف هذه الإجراءات وشرحه».
وتأكيداً على التحديات بوجه يلين، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن الإدارة الأميركية تنظر في الحد من إمكانية وصول الشركات الصينية إلى الخدمات السحابية التي توفرها شركات أميركية مثل أمازون ومايكروسوفت.
وردت الصين على القيود الأميركية بفرض سقف لصادرات معدنين نادرين ضروريين لصنع أشباه الموصلات، ما يوحي بأن تحسين العلاقات الثنائية قد يتطلب وقتا.
لكن يلين قد تكون الأفضل موقعا لمد جسور مع الصين في ما يتعلق بالتحديات العالمية المشتركة، بحسب غورمان.
ولم يتم توضيح تفاصيل اللقاءات المقررة، لكن محللين يتوقعون أن تجري يلين محادثات مع النائب الجديد لرئيس الوزراء هي ليفنغ الذي تم تعيينه في مارس.
توتر وتعاون
وبالرغم من هذه الجهود، لا تزال المواضيع الخلافية بين البلدين قائمة حول المسائل الاقتصادية، وازدادت حدة مع احتمال فرض الرئيس الأميركي جو بايدن قيودا على الاستثمارات الأميركية في الصين في ما يتعلق بالتكنولوجيا الحساسة، ما يهدد بتسديد ضربة للاستثمارات في الصين.
كذلك، تبدي واشنطن مخاوف حيال «أعمال قسرية وممارسات اقتصادية غير تنافسية» تقوم بها الصين وتعتزم اتخاذ خطوات لتصحيحها، بحسب مسؤول في الخزانة.
غير أن التعاون يبقى ممكنا في بعض المجالات مثل الديون الطائلة لبعض الدول.
وفي هذا السياق رحبت الولايات المتحدة بالتقدم الذي تحقق في المفاوضات حول ديون زامبيا، بعدما وافقت الجهات الدائنة وفي طليعتها الصين على مبدأ إعادة هيكلتها، إثر تقدم مماثل بشأن سريلانكا.
وتشدد واشنطن على أن تتحرك الجهات الدائنة بأسرع ما يمكن لتفادي تفاقم أزمات الديون، بعدما اتهمت الصين في الماضي بالمماطلة.
وأخيرا تشكل الزيارة مناسبة للتقدم في خطة عقد قمة ثنائية، بعدما أعرب بايدن عن أمله في لقاء نظيره الصيني شي جينبينغ قريبا.