زيلينسكي يزور «رمز المقاومة»... وشويغو يظهر في الميدان
• أردوغان يستقبل بوتين في أغسطس ويدعم انضمام كييف لـ «الناتو»... وبايدن يبرر تسليحها بالقنابل العنقودية
مع دخول النزاع الذي تحول إلى أشرس حرب في القرن الواحد والعشرين يومه الـ 500، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جزيرة الثعبان الصغيرة في البحر الأسود التي تحولت إلى رمز لمقاومة الغزو الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير 2022.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو غير مؤرخ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «اليوم، نحن في جزيرة الثعبان التي لن يغزوها المحتلون أبداً، مثل كل أوكرانيا، لأننا بلد الشجعان».
وأضاف الرئيس الأوكراني في المقطع الذي ظهر فيه وهو يصل إلى الجزيرة على متن قارب، ويضع أزهاراً على نصب تذكارية: «أريد أن أشكر من هنا، من مكان النصر هذا، كل جندي من جنودنا على هذه الأيام الـ500».
وسيطرت موسكو على الجزيرة الاستراتيجية، التي تسمح بتشكيل تهديدات خطيرة، بعد وقت قصير من شن غزوها لكنها خسرت السفينة الحربية «موسكفا» التي كانت تحرسها وفقدت السيطرة عليها لمصلحة الأوكرانيين في يونيو من العام الماضي.
وصباح أمس صلى الرئيس الأوكراني، الذي يزور إسطنبول، إلى جانب البطريرك الأرثوذكسي برثلمايوس من أجل ضحايا الحرب.
وتوجه زيلينسكي الذي التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليل الجمعة إلى مقر البطريركية القسطنطينية المسكونية في القرن الذهبي في إسطنبول، وتحدث بعد الصلاة القصيرة مع البطريك، الذي يشغل منصباً فخرياً وتاريخياً في الكنيسة الأرثوذكسية.
وقال البطريرك الذي اعترف بكنيسة أوكرانيا المستقلة في 2018، العام الماضي إنه أصبح «هدفاً لموسكو».
وفي وقت سابق، كشف أردوغان عن زيارة يقوم بها نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتركيا في أغسطس المقبل. وقال أردوغان في تصريحات خلال مؤتمر مشترك مع زيلينسكي، إنه حث موسكو على تمديد اتفاق تصدير الحبوب، الذي ينتهي في 17 الجاري، عبر موانئ البحر الأسود لثلاثة أشهر على الأقل. ووصل زيلينسكي إلى تركيا بعد زيارة بلغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا في إطار جولة لبعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تهدف لحث تلك الدول على اتخاذ خطوات ملموسة خلال قمة في الأسبوع المقبل لمنح أوكرانيا عضوية التكتل الغربي، والتي قال أردوغان إن كييف تستحقها. وقال الرئيسان إنهما ناقشا قضية مهمة أخرى لمحادثات أردوغان مع بوتين، وهي مسألة تبادل الأسرى، والتي قال زيلينسكي إنها كانت أول شيء على جدول أعمالهما.
ظهور وتشكيك
في غضون ذلك، نشرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، مقطع فيديو للوزير سيرغي شويغو، وهو يتفقد قوات ويشرف على تدريب وحدات وجنود متعاقدين، قالت إنها تشكلت حديثاً من جنود متعاقدين.
وفي المقطع الذي نشرته الوزارة، ظهر شويغو مرتديا الزي العسكري، وهو يتفقد الجنود في ميدان للرماية وكتائب الدبابات، وعمليات التدريب عليها، وبحسب الوزارة فقد أشرف بنفسه على اختبار لأطقم دبابات من طراز T90.
وهذا هو أول ظهور ميداني لوزير الدفاع الروسي مع القوات منذ تمرد مجموعة «فاغنر» الخاصة الذي تم القضاء عليه في مهده يونيو الماضي.
في السياق، قال حاكم إقليم دونيتسك الأوكراني بافلو كيريلينكو، إن قصفاً مدفعياً روسياً أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة خمسة آخرين في مدينة ليمان التابعة للإقليم.
ومدينة ليمان مركز لخطوط السكك الحديدية في إقليم دونيتسك بشرق البلاد. وقال الجيش الأوكراني في إفادة يومية إنه صد محاولات القوات الروسية لشن هجوم بالقرب من ليمان. من جانب آخر، شكّكت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بالتزام كييف بتعهداتها، بشأن استخدام «القنابل العنقودية»، التي ستزودها بها الولايات المتحدة لاستخدامها ضد الجيش الروسي.
تأخر وانتقاد
وفي حين، كشف مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع، لكن لايزال من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بشأن احتمالات تحقيق كييف مكاسب في ساحة المعركة، ثارت انتقادات داخل الولايات المتحدة وعواصم غربية بينها برلين بشأن إعلان إدارة الرئيس جو بايدن السماح بتزويد كييف بقنابل عنقودية لمواجهة احتمال نفاد ذخيرتها وضمان امتلاكها لقوة نيران كافية بمواجهة موسكو.
وقال بايدن إن القرار كان صعباً، وإنه ناقش الأمر مع المشرعين في الكونغرس ومع الشركاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقال «نحن في موقف تتعرض فيه أوكرانيا لهجوم وحشي بهذه الذخائر العنقودية التي لها معدلات تفجير منخفضة جداً وتشكل خطراً على المدنيين».
وحول أسباب اتخاذ القرار بإرسال هذه الذخائر بعد الامتناع فترة طويلة عن تلبية طلب أوكرانيا الحصول عليها قال بايدن: «السبب أن الذخيرة تنفد لدى الأوكرانيين، وقد أخذت توصية وزارة الدفاع بإرسال هذه الذخائر والسماح بها لفترة انتقالية. سنرسل 150 قنبلة عنقودية لمنع الدبابات الروسية من التقدم».
وعارض مشرعون ديمقراطيون بارزون الرئيس الأميركي في قراره المثير للجدل، قائلين إن إمداد كييف بأسلحة تحظرها نحو 120 دولة، بمثابة «تنازل عن العتبة الأخلاقية»، وإن من شأن تلك الخطوة أن تؤدي إلى «قتل المدنيين دون تمييز».
وانتقد الديمقراطيون في لجنة القواعد بمجلس النواب، ولجنة تمويل وزارتي الدفاع (البنتاغون) والخارجية، بايدن علناً في حادثة نادرة، معلنين مخالفتهم للرئيس الديمقراطي.
في هذه الأثناء، أدانت الأمم المتحدة الخسائر في صفوف المدنيين بسبب الهجوم على أوكرانيا في بيان بمناسبة مرور 500 يوم على انطلاق العملية الروسية الخاصة.
وقالت البعثة الأممية، إن أكثر من 9 آلاف مدني بينهم 500 طفل قتلوا منذ بدء الغزو، مع ان مسؤولي الأمم المتحدة صرحوا في السابق أن العدد الفعلي أكبر بكثير على الأرجح.