إلهي وغوثي واعتمادي وغايتي
وعوني وزادي في الطريقِ وراحتي
فأنتَ هو المولى جلالك خالقي
وليس لنا من قولةٍ غيرُ طاعةِ
كريمٌ مدى الأيام تعطي كرامةً
وقد يجحدُ المعروفَ أهلُ الجهالةِ
وما كان للعبدِ الذليلِ سوى الرجا
نعوذُ ونُقصي حالَ أهلِ الضلالةِ
سألتك بالمبعوثِ للناسِ رحمةً
وبالآلِ والأصحابِ أهلِ السماحةِ
سألتك يا ربي بصدقٍ تبتُّلًا
وأنت الذي أدرى بحالي وحاجتي
عبدتك يا ربي هيامًا تتيُّمًا
وبالحبِّ كم تُحيي مُناي صبابتي!
ألا مَن له حكمُ الممالك كلِّها
ويا مَن تعالى في مقام الجلالةِ
تعطَّفْ على القلبِ الكسير وكُنْ له
إذا اشتدَّت الأهوالُ يومَ القيامةِ
إلهي وكنْ لي في الحياةِ وعسرِها
لأجتازَها في حالكاتِ المرارةِ
وفي كل ليلٍ إذ أناجيك خاشعًا
بأن ترفعَ البلوى وتشفي غلالتي
وفي كلِّ فجرٍ أرتضيك وأرتجي
بأن تمنحَ الحسنى وتُغني وصايتي
ومن للعباد الضارعينَ سواكُمُ
وقد ضاقتِ الدنيا بحرِّ شكايتي
أيا مَن أغاث المستجيرَ بحسرةٍ
بصدقٍ ببطن الحوتِ، يا لَلعنايةِ!
أجرنا من الزلاتِ في هذه الدُّنا
أغثنا إلهي من عظيمِ الخسارةِ
وقد قاربتْ شمسُ المغيبِ ترحُّلاً
وقد آنَ أنْ أطوي بساطَ النهايةِ
وصلى إلهي والملائكُ كلُّهم
على أحمدَ المختارِ نورِ الرسالةِ
فحنَّ له الجِذعُ الذي كان قربه
وكان انشقاقُ البدرِ أوضحَ آيةِ
وأسرى به جبريلُ ليلةَ سابعٍ
وعشرين من شهرٍ حرامٍ لغايةِ
سلامٌ على الهادي البشيرِ محمدٍ
وأزكى البرايا، نعم شمسُ الهدايةِ!