وسط أنباء عن اتخاذ الرئيس السوري بشار الأسد مجموعة من التدابير والإجراءات السريعة ضد أفراد المجموعة المنتشرين في سورية، لمنع اتساع نطاق تمرد زعيمهم يفغيني بريغوجين، كشف القيادي في «فاغنر» أنطون يليزاروف أمس، عن الاستعداد للانتقال إلى بيلاروسيا.
وقال يليزاروف، الشهير باسم لوتس، في تصريح نشرته قناة بريغوجين على «تيليغرام» إن مقاتلي «فاغنر» في عطلة حتى أوائل أغسطس بناء على أوامر بريغوجين قبل الانتقال إلى بيلاروسيا، مضيفاً: «علينا إعداد القواعد وساحات التدريب، والتنسيق مع الحكومات والإدارات المحلية، وتنظيم التفاعل مع وكالات إنفاذ القانون في بيلاروسيا، وإنشاء خدمات الإمداد والتموين».
وبينما كان بريغوجين يتقدم باتجاه موسكو بعد تمرده على رئيسه فلاديمير بوتين يومي 23 و24 يونيو، اتخذ الأسد والقادة الروس مجموعة من التدابير والإجراءات السريعة ضد أفراد المجموعة المنتشرين في سورية لمنع اتساع نطاق التمرد.
وذكرت 6 مصادر مطلعة، لوكالة «رويترز»، أن حملة الأسد شملت قطع خطوط الاتصال الهاتفي، واستدعاء نحو 10 من قادة «فاغنر» إلى قاعدة عسكرية روسية، وإصدار أوامر لمقاتلي المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سورية على الفور.
وعقب تحرك بريغوجين، أُرسلت مجموعة من الضباط العسكريين الروس على وجه السرعة إلى سورية للمساعدة في السيطرة على قوات «فاغنر» هناك. وأفادت المصادر بأن المخابرات السورية قطعت خطوط الهواتف الأرضية والإنترنت مساء الجمعة 23 يونيو من مناطق هذه القوات لمنع مقاتليها من التواصل، سواء مع بعضهم البعض، أو مع قائدهم في روسيا، أو حتى مع أقاربهم.
وبحلول صباح السبت 24 يونيو، كان مسؤولو المخابرات السورية ووزارة الدفاع الروسية ينسقون عن كثب لعزل عناصر «فاغنر» والسيطرة عليهم. وجرى استدعاء 10 من قيادييها من محافظة حمص ومناطق أخرى، إلى قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية في الساعات الأولى من التمرد.
وبحسب المصادر، فإنه بحلول 24 يونيو، طُلب من مقاتلي «فاغنر» توقيع عقود جديدة يقدمون بموجبها تقاريرهم مباشرة لوزارة الدفاع الروسية، وتم أيضاً خفض أجورهم، ومن رفض هذه الشروط جرى ترحيلهم جواً على متن طائرات إليوشن في الأيام التالية. وقالت المصادر إن عددهم بلغ «العشرات»، وهو ما أثار دهشة مسؤولين سوريين توقعوا أن يرفض المزيد منهم الشروط ويختاروا الذهاب إلى المنفى.
وأظهرت بيانات تتبع رحلات الطيران أنه بين 25 و27 يونيو قامت طائرة إليوشن بثلاث رحلات على الأقل بين اللاذقية ومدينة باماكو عاصمة مالي في غرب إفريقيا.
وقال محللون سوريون وضابط متقاعد، إن المجموعة سحبت بالفعل كثيراً من المقاتلين المخضرمين من سورية في العام الماضي للقتال في أوكرانيا.
وتتولى «فاغنر» تأمين حقول النفط السورية، ويقول مسؤولون غربيون إنها تربطها صلات بشركة إفرو بوليس التي تحقق أرباحاً من هذه الأصول.
وقال مصدر أمني سوري ودبلوماسي غربي مقيم في المنطقة، إن قاعدة حميميم بمثابة مركز لوجستي لنقل مقاتلي «فاغنر» إلى ليبيا وأماكن أخرى في إفريقيا.