قالت الكاتبة والدراماتورج فلول الفيلكاوي، إن فن الدراماتورج هو مصطلح قديم منذ ظهور المسرح، غير أنه تطور مع مسرح الفن المعاصر، وأصبحت له مهام ووظائف عديدة تصب في مصلحة العمل، ومن أهمها التوليف بين رؤية المؤلف، مروراً بعمل المخرج، حتى يولد العمل الفني على خشبة المسرح من النواحي والعناصر الإخراجية.

عناصر المسرح

وأوضحت الفيلكاوي، في تصريح لـ «الجريدة»، أن هناك مهارات يجب أن تتوافر في الدراماتورج، حيث يجب أن يتمتع بالمهارات الكتابية العديدة، كأن يكون كاتباً أو مؤلفاً ذا ثقافة عالية، وملماً بمعظم مجالات الثقافة، من الأدب والتاريخ والسياسة وغيرها، خصوصاً أن اهتمامات عمله الأولى تكون من النص عن طريق تطوير فكرة المؤلف، والمشاركة في ترميم وإعداد النص، واضافة أفكار جديدة تناسب رؤية المخرج، وتحقق الإفادة الكبرى لجميع عناصر المسرح المشتغلين بالعمل الفني، كالمؤلف، والمخرج، والممثلين».
Ad


معالجة المشكلات

وذكرت أن الدراماتورج بمنزلة المعلم والمدرب الذي تتوافر لديه المعلومات التي يحتاجها أي عنصر من عناصر الفريق المسرحي، وأنه لابد أن يتسم بالموضوعية وعدم التعدي على اختصاصات الآخرين لمجرد إثبات الوجود، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة أن يتمتع بالقدرة على الصبر وتحمُّل الآخرين وكيفية معالجة المشكلات التي تواجهه.

تنمية الوعي

وحول ما إذا كان المسرح النوعي مازال يستطيع المنافسة في ظل عالم السوشيال ميديا المفتوح حالياً، أكدت الفيلكاوي أنه يستطيع خوض هذه المنافسة، خصوصاً أن المسرح النوعي يستفيد ويفيد جميع عناصر الإعلام والإعلان، لافتة إلى أن السوشيال ميديا تساعد في تنمية وعي الناس والجمهور، لأهمية هذا النوع من الفن، ومعرفة أسراره، وفي المقابل يستطيع المسرح أن يحقق الفائدة الكبرى عن طريق طرح قضايا مهمة ذات إطار راقٍ محترم بعيداً عن المساس والتجريح.

جائزة مهرجان القاهرة

وعن فوز الفيلكاوي بجائزة مهرجان القاهرة التجريبي كأفضل دراماتورج، وعما إذا كان هذا الفوز غيَّر في مسار حياتها العملية، كشفت أنها كانت تتوقع هذه الجائزة، نظراً لثقتها في عملها وبجميع أعضاء فريقه، مؤكدة أنه من دواعي سرورها أن يتم تكريمها في مهرجان القاهرة، وأن ذلك يمثل شرفاً كبيراً لها.

حفظ حقوق

وفيما يخص مسرحية «الهجين»، قالت إن هذا العمل للمؤلف فيكتور هيغو، واسم النص «الرجل الذي صار كلباً»، وهو عبارة عن قصة قصيرة تمت معالجتها من خلال دوري كدراماتورج عن طريق تأليف نص جديد يختلف عن فكرة المؤلف، لكن مع الإشارة إلى حفظ حقوق التأليف، «وهذا ما أحرص عليه دائماً في جميع الأعمال التي تكون مقتبسة من أفكار لمؤلفين آخرين».

قضايا إنسانية

وذكرت أن جميع القضايا الإنسانية تستهويها ككاتبة ومؤلفة أكثر من غيرها، وهو ما دفعها إلى إعادة تأليف ومعالجة نص مسرحية «الهجين» التي حركت أحاسيس داخلية لها، ما ساعدها في أن تضع من خلالها بصمة لها في حياتها العملية.

وعما إذا كان المسرح الكويتي أصبح يهتم بالقيمة المادية أكثر من القيمة الفنية والفكرية، أكدت الفيلكاوي أن المسرح الأكاديمي يختلف تماماً مع هذا التوجه، لأنه بالأساس لا توجد فيه ماديات، وفي المقابل رأت أن المسرح الجماهيري الكويتي كان يهتم بالمردود المادي على مدى فترة زمنية طويلة، غير أن المرحلة الحالية تمثل توجهاً جديداً في المسرح الكويتي عن طريق دمج المسرح الأكاديمي مع الجماهيري، وهو ما ينذر بميلاد مسرح كويتي راقٍ كما كان سابقاً يهتم بالفكر ثم المادة.
من مسرحية «الهجين»
وبينت أن المسرح الكويتي بخير مادام هناك أكاديميون وغيرهم يسعون لوضع قاعدة للمسرح الكويتي عبر تطوير هذا الهيكل وهذه المؤسسة العظيمة.

تجربة درامية وسينمائية

وكشفت الفيلكاوي عن نيتها خوض التجربة الدرامية والسينمائية، وأنها بالفعل لديها بعض النصوص التلفزيونية الدرامية، وأيضاً السينمائية، لكنها لم ترَ النور بعد. وأشارت إلى أن ذائقتها أصبحت صعبة حالياً، خصوصاً أنها ناقدة، إضافة لكونها كاتبة ومؤلفة، لذلك فإن جلد الذات لديها يكون عالياً، لاسيما أنها تنتقد أعمالها قبل أن تنتقد أعمال الآخرين، مطالبة في الوقت ذاته المنتجين والعاملين في مجال السينما بضرورة الالتفات إلى الوعي الفكري الحالي وانتقاء ما يناسب اسم الكويت من الأعمال الفنية.

مهرجان خليجي

وعن آخر أعمالها الفنية، كشفت الفيلكاوي عن أنها بصدد مفاوضات لمسلسل درامي موسمي، لكن حتى الآن لم يتم الاتفاق الرسمي مع شركة الإنتاج. وعلى صعيد المسرح الأكاديمي، لها مشاركة بكتابة نص في مهرجان خليجي، متمنية أن ترفع اسم الكويت عالياً، كما هو هدفها في جميع الأعمال التي تقوم بها.