كشف مصدر إيراني لـ «الجريدة»، أن الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الذي أُقصِي في ظروف ملتبسة، أواخر مايو الماضي، بعد نجاحه في هندسة اتفاق مصالحة بين بلاده والسعودية، جمع كبار زعماء «التيار الإصلاحي»، خلال حفل زفاف ابنته، ليل الخميس ـ الجمعة، في اجتماع تنسيقي، قبل نحو 6 أشهر من الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو ما أغضب السلطات الأمنية.
وبحسب أحد الحاضرين، فإن الأجهزة الأمنية حاصرت موقع الحفل بعد أن اعتبرت أن خطوة شمخاني لجمع قادة التيار وزعيمه الرئيس الأسبق محمد خاتمي في مكان واحد غير مرخصة، رغم إجرائه اتصالات لإعلام الجهات المسؤولة بأن الأخير سيلقي كلمة خلال الزفاف الذي وافق الاحتفال بـ «يوم الغدير». وأشار المصدر إلى أن الحاضرين فوجئوا بإعلامهم أن خاتمي لن يتمكن من مخاطبتهم، وطلب شمخاني من حسن حفيد الإمام روح الله الخميني أن يحل محله في تلاوة خطبة عقد القران.
وأكد بعض الحاضرين أن الأجهزة الأمنية سحبت هواتف معظم المدعوين، وأخبرتهم أن المناسبة تمثل عيداً دينياً وحفلاً عائلياً، ولا ينبغي أن تبحث أي مسألة سياسية.
وذكر أن قادة التيار كانوا بصدد بحث سبل تجميع شتات أنصارهم، والموقف من احتمالية قيام مجلس صيانة الدستور بإقصاء الإصلاحيين، وكل الشخصيات المختلفة مع التيار الأصولي المتطرف، على غرار ما شهدته الانتخابات السابقة.
وأوضح أنه تم إبلاغ الحاضرين أن خاتمي والرئيس السابق حسن روحاني كتبا رسالة مشتركة للمرشد علي خامنئي، لتحذيره من أن استمرار «صيانة الدستور» في سياسة الإقصاء والسماح بسيطرة فصيل واحد على السلطة سيؤدي إلى انفجار في الشوارع.
وأضاف أن أحد زعماء الإصلاحيين أكد للحاضرين أنهم اشترطوا على المرشد أن يسمح «صيانة الدستور» لكل مرشحي التيار بخوض الانتخابات، وإلا فإنهم سيعلنون مقاطعتهم للاستحقاق بشكل رسمي وعلني.
وبين المصدر أن قادة التيار شكّلوا، منذ أسبوعين، بعد اقتراح من مكتب المرشد، لجنةً تتولى اختيار مرشحي التيار لمفاوضة «صيانة الدستور» على تأييد ترشحهم للانتخابات، خلافاً لما هو معمول به وفقاً للقانون.
ولفت إلى أن الإصلاحيين شكّلوا لجنة أخرى تضم كبار زعماء التيار، لترتيب البيت الإصلاحي، وكتابة صيغة جديدة لسياسته، استعداداً لمواجهة المرحلة المقبلة، وتحضيراً للانتخابات الرئاسية، إضافة إلى الاتفاق على دعم أحد المرشحين لخلافة خامنئي في منصب المرشد بمجلس «خبراء القيادة» في حال توفي خامنئي.
وأكد أن الأسماء التي يتم تداولها لمنافسة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي يتقدمها حسن الخميني، والرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني، ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، بالإضافة إلى علي شمخاني.
واعتبر أن روحاني وحسن الخميني هما الأوفر حظاً للترشح لمنصب المرشد من طرف الإصلاحيين في حال وفاة خامنئي.
وجاء الاجتماع قبيل هجوم مسلح على مخفر شرطة، بهدف إطلاق موقوفين من أقلية البلوش، من سجن مركزي بمدينة زاهدان أمس، غداة احتجاجات حاشدة بعد صلاة الجمعة، وتداول كلمة لزعيم السُّنة مولوي عبدالحميد بمحافظة سيستان بلوشستان الحدودية المضطربة، انتقد فيها خامنئي وتصرفات الأجهزة الأمنية بشدة. وذكرت السلطات أن شرطيين اثنين وأربعة مسلحين قُتِلوا في الهجوم.