يعقد قادة حلف شمال الأطلسي «ناتو» قمتهم السنوية في العاصمة الليتوانية فيلنيوس اليوم وغداً بالتركيز في الغالب على الأوضاع في أوكرانيا ومستقبلها في التحالف العسكري الغربي وترشح السويد والنفقات العسكرية وخطط إضعاف روسيا عسكرياً عبر العقوبات.
ومنذ عدة أسابيع، يحاول الدبلوماسيون إيجاد صيغة كي يوجه البيان الختامي رسالة إيجابية إلى أوكرانيا. ومن المتوقع أن يوافق قادة الحلف المكون من 31 عضواً على حزمة من الدعم لها لكن ليس بالعضوية الكاملة التي قد تؤدي لصراع مباشر بين «الناتو» وروسيا.
وقبل القمة، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: «سنجعل أوكرانيا أكثر قوة وسنضع رؤية لمستقبلها، وسنجد طريقة موحدة لمعالجة قضية عضويتها».
ويرى الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس وعدد من أعضاء «الناتو» أنه ينبغي ألا تنضم أوكرانيا للحلف أثناء الحرب كي لا تتشجع روسيا على توسيع الصراع.
وتأتي قمة فيلنيوس في وقت يرى الغرب أن قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضعفت بعد تمرد قائد قوات «فاغنر» يفغيني بريغوجين.
ووفق المحللين، فإن الأهداف الرئيسية للقادة هي إضعاف روسيا عسكرياً بفرض مجموعة موسعة من العقوبات كي لا تفكر بغزو أي دولة مرة أخرى.
ومن المتوقع أن ينشئ قادة الحلف منتدى جديداً رفيع المستوى تحت اسم مجلس الناتو وأوكرانيا للاستشارات ومحادثات الأزمات وسيحضر الرئيس فولوديمير زيلينسكي الاجتماع الأول للمجلس في فيلنيوس غداً الأربعاء.
وتناقش القمة ثاني أهم قضية على جدول أعمالها وهي عضوية السويد التي تواصل تركيا منعها متهمة الدولة الاسكندنافية بدعم الجماعات المسلحة الكردية وعدم وقف المظاهرات المعادية للإسلام.
وقبل لقائه ستولتنبرغ ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أنّه سيدعم عضوية السويد في الحلف بشرط أن يعيد الاتحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتّل، في خطوة وصفها شولتس بأنها لا علاقة لها بالموضوع واعتبرها بايدن شأناً تركياً - أوروبياً خاصاً.
وبعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم عام 2014، تعهدت دول الحلف بالتحرك نحو هدف تخصيص 2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي لديها بحلول 2024. وأعاد الحلفاء التفاوض بشأن هذا الالتزام لزيادته. ستصبح عتبة الـ 2 في المئة حداً أدنى من الآن وصاعداً. لكن العديد من المسائل لا يزال يجب البت بها خصوصاً الجدول الزمني، حيث تعتبر بعض الدول أنه يلزمها سنوات عديدة قبل بلوغ ذلك.
وسيراجع القادة أجندة المستقبل عبر الأطلسي (الناتو 2030) إلى جانب مناقشة التطورات العالمية ذات الصلة بأمن الدول الأعضاء بالحلف من خلال تعزيز وتوسيع المشاورات السياسية وزيادة التعاون مع الشركاء بما في ذلك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ومن المرجح أيضاً أن يتفق القادة خلال القمة على خطوات لتعزيز قدرات الردع والدفاع الخاصة بالحلف مع اعتماد ثلاث خطط دفاعية إقليمية جديدة لمواجهة التهديدين الرئيسيين للناتو وهما روسيا والإرهاب. وفي وثيقة المفهوم الاستراتيجي للناتو لعام 2022 خص الحلف دولتين على أنهما أكبر تهديد للدول الأعضاء وهما روسيا والصين، إذ يعتبر الغرب التعاون المتنامي بينهما خطراً أمنياً في المنطقة اليورو - أطلسية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن توسع حلف شمال الأطلسي خلال اتصال هاتفي قبل قمة الحلف في ليتوانيا.
وبينما يتطلع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن يحرز أول لقاء له مع أردوغان منذ 16 شهراً إلى ترسيخ العلاقات الهادئة نسبياً والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة، أشاد بايدن خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالعلاقات «الراسخة» وتقاربها بين واشنطن ولندن.
وخلال زيارته الخاطفة للندن قبل قمة الناتو، انضم بايدن لملك بريطانيا تشارلز الثالث لتناول الشاي وإجراء محادثات حول أزمة المناخ في قلعة وندسور.