الحوار الخليجي - الروسي يكرس لتعاون تجاري ودبلوماسي
• سالم الصباح: موقفنا ثابت في دعم القانون الدولي وحل الأزمات سياسياً
• لافروف: نقدّر موقف الكويت من الأزمة الأوكرانية
في خضم أجواء دولية متوترة بسبب استمرار الصراع الدائر في أوكرانيا، تمخض الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، أمس، عن تفاهم مشترك على ضرورة دفع التعاون التجاري بين الجانبين وتسوية النزاعات الإقليمية والدولية عبر القنوات الدبلوماسية، إضافة إلى العمل على استقرار أسواق الطاقة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمة ترحيبية بنظرائه الخليجيين وفي مقدمتهم وزير خارجية الكويت الشيخ سالم الصباح، «لدى روسيا ودول مجلس التعاون كل الإمكانات لتطوير التعاون على أساس استراتيجي ومنهجي»، مضيفاً: «لدينا علاقة مميزة وآخذة بالتطور وندعم بشدة تعزيز التبادل التجاري بين دولتنا وجميع دول المجلس والذي ارتفع إلى 11 مليار دولار».
وعلى هامش الاجتماع، التقى الشيخ سالم مع لافروف، وبحثا العلاقات الثنائية الوثيقة بين الكويت وروسيا وأطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، كما تم استعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وخصوصاً الأزمة في أوكرانيا، وكذلك عملية السلام في الشرق الأوسط وتطورات القضية الفلسطينية.
وأكد الصباح موقف الكويت المبدئي والثابت المبني على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مجدداً دعمها لجميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يحفظ الأمن والاستقرار الدوليين.
وعقب الاجتماع، الذي عقد خلف الأبواب المغلقة بمقر الخارجية الروسية بموسكو لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وسبل تعزيز التعاون، أوضح لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره العماني رئيس الوفد الخليجي بدر البوسعيدي والأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي، أن علاقات الشراكة والصداقة تشكل نهجاً متوازناً غير موجّه ضد أي طرف ثالث.
ولفت إلى أن موسكو «تقدر عالياً موقف الكويت إزاء محاولات الغرب تقديم الأزمة الأوكرانية على أنها المعضلة الأعظم في العالم والتي لا قضية تتطلب الحل أكثر منها»، في وقت رحب بتطور العلاقات بين دول مجلس التعاون وإيران، معتبراً أن الخطوة ستنعكس إيجاباً على المنطقة وخصوصاً اليمن.
وأشاد لافروف بـ «جهود دول الخليج لإنهاء الأزمة في اليمن وإطلاق حوار وطني شامل»، مؤكداً أن موسكو لديها «موقف موحد مع دول الخليج تجاه وحدة سورية وسيادتها وعودة دمشق إلى الجامعة العربية». وبين أن المباحثات تناولت تطورات الوضع المقلق في السودان مع تواصل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهته، أكد البديوي أن موقف مجلس التعاون من الأزمة الروسية - الأوكرانية متوازن وينسجم مع مبادئ القانون الدولي، مشدداً على أن دول المجلس تدعم كل جهود الوساطة لتسوية النزاع الأوكراني عبر الحوار.
وأشار إلى أن المجلس مهتم بتمديد صفقة تصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا عبر البحر الأسود التي تنتهي في 17 الجاري لتخفيف العواقب الإنسانية والغذائية التي امتدت إلى مناطق عدة حول العالم، مبيناً أن التعاون بين دول تكتل «أوبك بلس»، الذي يضم دولاً خليجية وروسيا، أسهم في تعزيز الاستقرار في سوق النفط العالمي.
وحول العلاقات مع إيران، أكد البديوي أن «هناك علاقات تاريخية مع إيران ونأمل أن تترجم أقوالها إلى أفعال».
بدوره، أعرب وزير الخارجية العماني، الذي تترأس بلده الدورة الحالية لمجلس التعاون، عن سعي التكتل الخليجي إلى «تعميق التفاهم وتعزيز العلاقات بين الخليج وروسيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية».
وأشار البوسعيدي إلى أن دول الخليج لها «شراكات مع دول مختلفة ونحن فخورون بأصدقائنا المختلفين»، مشدداً على ضرورة عدم «استخدام العملة في الضغط على الدول لأن المتضرر هي الشعوب». وبين الوزير العماني أن جميع الحاضرين في الاجتماع «توحدوا حول جدول الأعمال».