في تأكيد لصحة ما نشرته «الجريدة»، بعددها الصادر 28 يونيو الماضي، عن كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي لـ «فصول الخطة المصطنعة التي سمح بها من أجل كشف الخلايا المتمردة والمدعومة من الغرب» ببلده، أعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، أن بوتين عقد اجتماعاً مع قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية يفغيني بريغوجين في 29 من الشهر الماضي، بعد 5 أيام من إعلانه التمرد المسلح ضد القيادة الروسية في الـ24 من الشهر نفسه.
وقال بيسكوف في إفادة إن «الرئيس الروسي استمع إلى قادة فاغنر، وبحث معهم خيارات العمل والتوظيف العسكري خلال الاجتماع الذي استمر 3 ساعات ودعي إليه 35 شخصا، بمن فيهم مؤسس فاغنر بريغوجين، وتناول أحداث 24 يونيو». وأوضح أن «قادة مجموعة فاغنر، أكدوا في الاجتماع مع بوتين، ولاءهم وأعربوا عن استعدادهم لمواصلة القتال من أجله والدفاع عن وطنهم».
وأشار إلى أن تفاصيل الاجتماع غير معروفة، وقال: «الشيء الوحيد الذي يمكننا قوله هو أن الرئيس قدم تقييماً لأعمال الشركة خلال العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، كما قدم تقييمه لأحداث 24 يونيو» يوم التمرد.
وجاء كشف موعد انعقاد الاجتماع، الذي تكتم عليه الكرملين في حينه، بين بوتين وبريغوجين المعروف بـ»طباح الرئيس»، ليلقي بظلال من الشك حول جدية إعلان الأخير لـ»التمرد المبرمج» والزحف باتجاه موسكو بعد أن اتهم المؤسسة العسكرية الرسمية بالفشل في إدارة معركة أوكرانيا. وقبل 48 من انعقاد الاجتماع أفادت هيئة الأمن الفدرالي بأنها تواصل التحقيق والملاحقة الجنائية بحق بريغوجين.
ظهور غيراسيموف
في غضون ذلك، ظهر رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف، في فيديو نشر أمس وهو يصدر أوامر لمرؤوسين بتدمير مواقع إطلاق صواريخ أوكرانية، في أول ظهور علني له منذ تمرد «فاغنر». وظهر غيراسيموف، 67 عاماً، في غرفة بمقر للقيادة العسكرية، وهو يترأس اجتماعاً لكبار الجنرالات، ومن بينهم رئيس المخابرات العسكرية.
ويظهر الفيديو أن الرئيس الروسي أبقى على أهم مسؤولين عسكريين، وهما وزير الدفاع سيرغي شويغو وغيراسيموف، في منصبيهما، على الرغم من مطالبة رئيس مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة بإقالتهما بعد أن اتهمهما بالخيانة وعرقلة الإمدادات التي تحتاجها قواته لمواصلة القتال في باخموت الأوكرانية قبل انسحابها منها وتسليمها للجيش الروسي.
من جهة أخرى، أكد الكرملين أن علاقته مع تركيا ستستمر على كل الصعد لكنه شدد على أن موسكو تنتظر توضيحات بشأن سماح أنقرة لـ5 من قادة مجموعة «أزوف» الأوكرانية التي تصنفها روسيا إرهابية بالعودة إلى كييف بالمخالفة لاتفاق توسط فيه منذ عام بين طرفي النزاع الدامي.
باخموت والذخائر
ميدانياً، قالت سلطات مقاطعة دونيتسك الموالية لروسيا إن الوضع في محور باخموت، شرق المقاطعة، تحت السيطرة، فيما ذكر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أن بلاده نقلت جزءا من قواتها المعروفة بـ «أحمد» إلى باخموت للمشاركة بالمعارك الدائرة فيها.
في المقابل، ذكرت السلطات الأوكرانية أنها تحقق تقدما في الجانب الجنوبي من باخموت رغم الحديث عن تباطؤ تقدم هجومها المضاد الشامل لتحرير الأراضي التي تحتلها روسيا.
ولاحقاً، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تليغرام «خلال عملية التقدّم، سيطرت قواتنا على مرتفعات رئيسية حول باخموت»، مشيرة إلى أنّ هذا التقدّم يسمح للقوات الأوكرانية بالسيطرة على «مداخل ومخارج وتحركات العدو في المدينة».
وحاول سفير أوكرانيا في ألمانيا أوليكسي ماكيف تهدئة المخاوف بشأن استخدام الذخيرة العنقودية في الحرب مع روسيا. وقال: «أولا، لن نستخدم الذخيرة العنقودية في أراضي روسيا، ثانيا، لن تستخدمها ضد المنشآت المدنية». وسوف يتم إعطاء أولوية بالنسبة لإزالة الألغام للمناطق التي يتم قصفها بالذخائر العنقودية.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت إرسال ذخيرة عنقودية إلى أوكرانيا. ويشار إلى أن دول أعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومن بينها ألمانيا حظرت استخدام هذه الأسلحة الخطيرة بموجب اتفاقية دولية.
تعاون صيني
من جهة ثانية، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع مع رئيسة مجلس الفدرالية الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، في بكين، إنه يتعين على روسيا والصين تعزيز التعاون في إطار الآليات المتعددة الأطراف وحماية مصالح الدول النامية.
وأضاف شي: «يتعين على الأطراف تعزيز العلاقات والتعاون في إطار الآليات المتعددة الأطراف مثل «منظمة شنغهاي» للتعاون و»بريكس»، وتحديد الاتجاه الصحيح لإصلاح الحوكمة العالمية، وحماية المصالح المشتركة للأسواق الناشئة والدول النامية.
وأعلنت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي فالنتينا ماتفيينكو، خلال لقائها مع الرئيس الصيني، أنها تنقل له رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.