وصلت العملة المكسيكية (البيزو)، آخر الشهر الماضي، إلى أعلى مستوياتها مقابل الدولار منذ عام 2016 وسجلت نحو 17 للدولار، مقارنة مع 25 بيزو للدولار عام 2020. ويعتبر البيزو من بين أفضل العملات أداء هذه السنة.
أسباب الارتفاع
ومن أهم أسباب ارتفاع العملة هو رفع الفائدة أخيرا لكبح التضخم، حيث وصلت الفائدة إلى 11.25 بالمئة من 4 بالمئة في السابق.
كذلك ارتفاع التحويلات المالية إلى المكسيك، التي تعتبر من أكبر مصادر العملات الأجنبية. ووفقاً للبيانات، فإنّ قيمة التحويلات المالية للعام الحالي بلغت 58 مليار دولار، بمعدل ارتفاع وصل إلى 12 بالمئة.
أيضا هناك نمو الصادرات وتعزيز الاستثمارات في البلاد، وتجدر الإشارة إلى أن المكسيك تشارك في حدودها مع الولايات المتحدة الأميركية بأكثر من 2000 ميل، وتعتبر البلد الأمثل لنقل كبريات الشركات مصانعها بسبب خفض المصاريف التشغيلية.
وحسب تصريحات بعض الشركات، فإن شركة تسلا تعتزم بناء مصنع السيارات الكهربائية بـ 5 مليارات دولار، كما أعلنت شركة BMW صرف 80 مليون يورو لمصنعها الموجود في المكسيك لزيادة إنتاج سياراتها الكهربائية. ووفقاً للبيانات، فإن قيمة الاستثمارات الخارجية المباشرة العام الماضي في المكسيك وصلت إلى 35 مليار دولار، ويشكل قطاع صناعة السيارات وحده نسبة 12 بالمئة من الاجمالي.
ولتعزيز قطاع الاستثمار المباشر، حرصت المكسيك على توقيع 13 اتفاقية للتجارة الحرة مع 50 بلداً في العالم، كما وقّعت في أغسطس الماضي اتفاقية لكبح التضخم، والتي توفر 7.500 $ كإيرادات ضريبية لمشتري السيارات الكهربائية، على أن تكون بطارية السيارة مستوردة من الولايات المتحدة، أو من أي بلد عضو في اتفاقية التجارة الحرة، وهذا أدى إلى ارتفاع الاستثمارات الخارجية للبلاد.
مزايا ارتفاع العملة
ومن أهم مزايا ارتفاع العملة تراجع حجم الديون الخارجية للمكسيك، والتي تحتسب قيمتها بالعملة المحلية البيزو، وارتفاع عدد المستثمرين في الأسواق الناشئة لأخذ قروض بعملات بفوائد منخفضة وشراء أصول توفر عوائد عالية.
كذلك ازدياد القوة الشرائية التي تشجع على الإنفاق، كما تعزز العرض والطلب في الاستيراد والتصدير، مما يؤدي إلى نمو التجارة الدولية.
ويتوقع المحللون انخفاضاً في قيمة العملة، إذا استمرت المكسيك بتوفير حوافز للشركات الكبيرة في الدول المجاورة لبناء مصانعها ونقل خبراتها التشغيلية لها، وهذا بدوره سيعزز عجلة اقتصادها واستثماراتها الأجنبية.