حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من مغبة فوز الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة بعد غد، والتي ستضع أسس الانتخابات الرئاسية عام 2024، معتبراً أن بلاده ستشهد «عامين مروعين».

ورغم استطلاعات الرأي التي ترجح كفة الحزب الجمهوري، قال بايدن، أمس الأول، خلال حملة انتخابية في شيكاغو (شرق) لدعم مرشحي حزبه الديموقراطي «أنا لا أعتقد مطلقاً أننا في ورطة. أعتقد حقاً أننا سنفوز».

وتفيد توقعات استطلاعات الرأي المحلية بأن الجمهوريين سيحصلون عقب انتخابات التجديد النصفي على الأغلبية بمجلس النواب، وربما على الأغلبية أيضاً في «الشيوخ» مما سيتيح لهم القدرة على عرقلة القوانين والتشريعات التي ستتقدم بها إدارة الرئيس بايدن خلال العامين المقبلين، قبل انتهاء ولايته عام 2024.
Ad


وحاول الرئيس الديموقراطي بكل ما في وسعه، إقناع الأميركيين بأن هذه الانتخابات هي «خيار» بشأن مستقبل الإجهاض وزواج المثليين، ومواضيع كثيرة وعد بتشريعها من خلال أغلبية متينة في الكونغرس، لكن ارتفاع الأسعار، بمعدّل 8.2% على أساس سنوي في الولايات المتحدة، لا يزال مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للأميركيين وجهود بايدن لإظهار نفسه بأنه «رئيس الطبقة الوسطى» لا تؤتي ثمارها حالياً.

ودافع الرئيس الديموقراطي عن إنجازاته الاقتصادية، وقال خلال جولة له في سان دييغو بولاية كاليفورنيا (غرب) «أحرزنا تقدماً كبيراً خلال الأشهر العشرين الماضية لتقوية الاقتصاد (...) وبرأيي علينا فقط أن نُواصل ذلك».

ويسارع الديموقراطيون والجمهوريون لتعبئة الناخبين، وذهبوا إلى حدّ دعوة الرئيسين السابقين دونالد ترامب وباراك أوباما إضافة إلى بايدن، إلى الولاية الرئيسية نفسها. وأطلّ الرؤساء الثلاثة في تجمّعات انتخابية متداخلة أمس في بنسلفانيا، التي يتنافس الجرّاح المليونير محمد أوز الذي يحظى بدعم ترامب، ورئيس البلدية السابق جون فيترمان الأصلع ضخم البنية، على مقعد من بين أكثر المقاعد المتنازع عليها في مجلس الشيوخ. إذ من المحتمل جداً أن يعتمد توازن القوى في المجلس على هذا المقعد بالذات.

وهناك سلسلة مناصب على المحك لنواب منتخبين محلياً يقررون سياسة ولايتهم بشأن الإجهاض والقوانين البيئية.

وفيما تشارك بايدن المنصّة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما المعروف بمهاراته البلاغية أمام الحشود، وقف الرئيس السابق دونالد ترامب أمام بحر من القبعات الحمر في مدينة لاتروب الصغيرة القريبة من بيتسبرغ.

ويظهر الجمهوريون واثقين أكثر فأكثر بفرصهم في حرمان الرئيس الديموقراطي من أغلبيّته، واذا تأكّدت توقّعاتهم، يبدو ترامب مصمّماً على الاستفادة من هذا الزخم ليقدم رسمياً وفي أسرع وقت ترشيحه للانتخابات الرئاسية، ربما اعتباراً من الأسبوع الثالث من هذا الشهر.

وقال ترامب أمس الأول خلال تجمع انتخابي بولاية أيوا (وسط) لم يُبقِ ترامب الكثير من الشكوك فيما يتعلق بخططه السياسية، وقال لمؤيديه «سأترشح على الأرجح» للانتخابات.

وأضاف الرئيس السابق «استعدوا، هذا كل ما يمكنني قوله. سوف نستعيد أميركا، والأهم من ذلك، عام 2024 سوف نستعيد بيتنا الأبيض الرائع».

وأورد موقع أكسيوس (Axios) الإخباري الأميركي أمس نقلاً عن 3 مصادر مطلعة- أن الدائرة المقربة من ترامب تجري مشاورات بشأن اختيار 14 الحالي موعداً للإعلان عن إطلاق حملته للانتخابات الرئاسية المقررة.

في المقابل، يقول بايدن حتى الآن إنه ينوي الترشّح لكنّ هذا الاحتمال لا يُسعد بالضرورة جميع الديموقراطيين، بسبب تراجع شعبيّته وعمره نظراً إلى أنه يقترب من الثمانين.

وفي تعليق على استطلاعات الرأي الذي تفيد بأن الجمهوريين سيفوزون بانتخابات التجديد النصفي، حذرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في مقطع فيديو نشرته على حسابها في فيسبوك من أنه «ليس هناك شك في أن ديموقراطيتنا على المحك».

وعلقت بيلوسي على الهجوم الذي تعرض له زوجها من قبل يميني متشدد كان ينوي خطفها، متوجهة إلى الأميركيين بالقول «يجب ألا نخاف، يجب أن نكون شجعاناً»، زادت هذه الواقعة المخاوف حيال إمكان أن تؤدي المعلومات المضللة والانقسامات السياسية العميقة، إلى أعمال عنف.