ما بين الجزر والواجهة البحرية حل
كانت الكويت سباقة في التطور والتقدم العمراني والانتقال إلى الدولة الحديثة، وأصبحت منارة ثقافية وسياحية ليس على مستوى الخليج فقط إنما على مستوى الوطن العربي، إلى أن أطلق عليها عروس الخليج.
لكن بعد الغزو الغاشم سنة 1990 تراجعت في جميع المستويات فانتهزت الدول المجاورة الفرصة في التقدم العمراني والسياحي والثقافي، وهذه هي سنّة الحياة لكل زمان دولة ورجال، كما يقولون، مثلها مثل الحضارات كل شيء له وقته وزمانه، والعثمانيون مثال على ذلك، فكان لهم دور في التقدم وامتداد 800 سنة حضارة انهارت وتراجعت، وبعدها أصبحت الآن تركيا عنصراً مهماً سياحياً وثقافياً فعادت مثل السابق تنافس العالم.
ونحن كذلك يمكننا العودة كما كنا في فترة السبعينيات والثمانينيات إذا أرادت الإدارة عودتها، ويمكن إعادة النظر في بناء البلد وجعله مركزاً مالياً واقتصادياً، وإحدى هذه المعالجات الواجهة السياحية كالجزر، ويمكن الاستعانة بجمهورية المالديف وتوقيع مذكرة تفاهم تجاري استثماري معها، وجعل العائد المالي من السياحة في الجزر للدولة وميزانيتها، أما الواجهة البحرية الممتدة من أول الخليج إلى الجزيرة الخضراء فيمكن أخذ الخبرة من المكسيك كنموذج (شاطئ كانكون)، وهنا يمكن أيضاً توقيع اتفاقية تجارية لتطوير الشاطئ والجزيرة الخضراء لتكون سياحية وعائداً للبلد.
هذه الدول تكاليفها بسيطة ولا تحتاج إلى النماذج الأوروبية الغالية الثمن، ومن هنا يمكن أن ترجع كما السابق وأفضل، وأن تنافس ماليزيا وسنغافورة.