أول العمود:لم تَقُم أي جهة رسمية معنية باستضافة طلبة البعثات الخارجية لتقديم الإرشاد والنصيحة لهم في سنوات الغربة، وما عليهم فعله في مجتمعات جديدة... فاختلاط هؤلاء بحديثي التخرج مفيد لهم.
***
أستغرب من فعل مسح تغريدات سابقة لأشخاص يتم تنصيبهم في وزارة أو هيئة حكومية، وحتى بعد فوز في مقعد البرلمان!
الإنسان خطاء بطبعه، له هفوات مثلما له نجاحات، وطبيعة الحياة والمعافرة فيها تحتم علينا تغييرات في المزاج والأهواء، نسعد فيها أحياناً ونشقى في أوقات أخرى، نغضب ونسعد، نفرح ونحزن، وفي كل ما سبق لا نملك سوى كلماتنا التي نعبر فيها عن أحوالنا أو أحوال مجتمعنا الذي نعيش فيه.
أي قيادي له حساب في شبكة التواصل الاجتماعي هو في الأساس مواطن عادي، إنسان مثل ملايين البشر، يسعى وفقاً لفطرته، والشجاع من يعترف بأخطائه، ويطور سلوكه ولا يُخفي زلة هنا أو تصرفاً هناك.
في الغرب هناك آلاف الأمثلة لقادة انتصروا في الحياة، ومع ذلك تبقى سيرتهم السابقة بكل ما تحمل معروفة للناس، مما يجعلهم يَكبُرون في نظرنا ولا ينتقص من شخصياتهم شيء، أما ما يحدث عندنا فهو مختلف، في ساعة التوزير أو التنصيب أو الفوز بمقعد البرلمان يسارع البعض ليكون (ملاكا) أبيض خاليا من الزلات!!
الرأي العام يريد القيادي بهفواته ونجاحاته بدون عمليات تجميل، وقد لوحظ في السنوات الأخيرة كيف يقفز السياسيون من قارب المعارضة إلى قارب الموالاة لأقطاب في السلطة أو الحكومة بعد تبدل الأحوال في المشهد السياسي المحلي.
الأسئلة هنا: ماذا بعد انتهاء المهام الرسمية، ومسح التغريدات السابقة على التنصيب؟ هل سيعود الشخص ذاته إلى صورة حياته السابقة يعبر من خلالها عن تغريدات من نوع آخر؟ وكم قناعاً علينا معرفته لهذا الشخص؟