واشنطن ترسل «F16» لتأمين الملاحة بالخليج وتدرس خيارات لمواجهة روسيا في سورية
• بوتين يجنّد 147 ألفاً للقتال بأوكرانيا... وبايدن ينشر الآلاف في أوروبا
بعد نحو أسبوع من إحباط مدمرة الصواريخ الأميركية الموجهة لمحاولة إيران الاستيلاء على ناقلتي نفط قرب خليج عمان، وفتح النار على إحداهما، كشف مسؤول دفاعي أميركي كبير أن الولايات المتحدة ستزيد من استخدام مقاتلاتها حول مضيق هرمز الاستراتيجي لـ «حماية السفن المارة عبره من إيران».
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن الولايات المتحدة سترسل مقاتلات «F 16» إلى منطقة الخليج في غضون 3 أيام لتعزيز طائرات «إيه 10» التي تقوم بدوريات منذ أكثر من أسبوع.
وأضاف المسؤول الدفاعي، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، أنّ طائرات «F 16» ستوفر غطاءً جوياً للسفن التي تتحرك عبر الممر المائي، وستزيد من رؤية القوات في المنطقة، كرادع لبحرية الجيش الإيراني و«الحرس الثوري».
ويأتي تعزيز الولايات المتحدة لحضورها العسكري بالمنطقة في أعقاب تقارير عن تشكك حلفاء خليجيين بنجاعة الغطاء الذي توفره الدوريات التي تقودها الولايات المتحدة إثر احتجاز البحرية الإيرانية لسفينتين خلال أسبوع واحد مطلع مايو الماضي خرجت إحداهما وهي ترفع علم بنما من دبي باتجاه ميناء الفجيرة الإماراتي قبل أن يجبرها الحرس الثوري على تغيير مسارها خلال إبحارها في «هرمز» باتجاه بندر عباس.
ومنذ عام 2019، شهدت مياه الخليج ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة، سلسلةً من الهجمات على سفن الشحن في أوقات التوتر بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.
في سياق قريب، قال المسؤول الرفيع في «البنتاغون» إن الولايات المتحدة قلقة بشكل متزايد بشأن نمو العلاقات بين إيران وروسيا وسورية، مشيراً إلى أن بلده يدرس عدداً من الخيارات العسكرية لمواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي المتزايد في سماء سورية.
وأضاف أن هناك مخاوف من قيام الطيارين الروس بإسقاط مسيرة «ريبر»، لافتاً إلى أن موسكو تعتقد أن هذا النوع من العمل لن يحظى برد عسكري أميركي قوي.
وبين المسؤول أن النشاط العسكري الروسي يتزايد مع تنامي التعاون والتنسيق بين موسكو وطهران والحكومة السورية في محاولة للضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سورية، لافتاً إلى أن واشنطن لن تتخلى عن أي منطقة بسورية وستواصل الطيران في الجزء الغربي من البلاد في مهام ضد تنظيم «داعش».
وعلى الجبهة الأشد سخونة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، اكتمال عملية التجنيد الربيعي وإرسال 147 ألف شخص إلى القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية على جبهة أوكرانيا، تزامناً مع وصول أولى طلائع مجموعة فاغنر إلى بيلاروسيا وشروعها في تدريب جيشها.
وفي تصعيد موازٍ، قرر الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد مشاركته بقمة حلف الأطلسي (ناتو) في ليتوانيا، الاستعانة بنحو 3 آلاف جندي احتياطي لنشرهم في أوروبا لدعم عملية العزم الأطلسي ومساعدة أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وفي تفاصيل الخبر:
مع وصول أولى طلائع مجموعة فاغنر إلى بيلاروسيا وشروعها في تدريب جيشها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، اكتمال عملية التجنيد الربيعي وإرسال 147 ألف شخص إلى القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية على جبهة أوكرانيا، في وقت قرر الرئيس الأميركي جو بايدن الاستعانة بنحو 3 آلاف جندي احتياطي لنشرهم في أوروبا لدعم عملية العزم الأطلسي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: «تم الانتهاء من تجنيد المواطنين في ربيع 2023 للخدمة العسكرية. ووفقًا لمرسوم الرئيس فلاديمير بوتين بتاريخ 30 مارس 2023 رقم 220، تم استدعاء 147 ألف شخص وإرسالهم للخدمة العسكرية، عن طريق التجنيد في القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية الأخرى».
وأشارت الدفاع الروسية إلى أن «لجان التجنيد بدأت عملها في 1 أبريل وإرسال المجندين من نقاط التجمع إلى القوات بدأ في 20 أبريل. ويحق للشباب الذين وصلوا إلى مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية اختيار أداء الخدمة العسكرية بمختلف أنواعها وفروعها العسكرية، مع مراعاة حالتهم الصحية ونتائج الاختيار النفسي المهني».
وأضافت: «يلاحظ أن المجندين كانوا يحصلون على الزي الرسمي اليومي قبل المغادرة: للبحرية - أسود، للقوات الجوية والقوات المحمولة جواً - أزرق، وكذلك بطاقات السفر الإلكترونية المصرفية والشخصية».
وقالت الدفاع: «لضمان النقل العسكري، شاركت 14 رحلة جوية لطائرات القوات المسلحة الروسية، و153 رحلة طيران مدني، وأكثر من ألفي عربة من قطارات الركاب، وكذلك النقل البري للوحدات العسكرية».
ووفقاً للدفاع الروسية، يتم تسجيل معظم المجندين في تشكيلات التدريب والوحدات العسكرية، حيث سيتقنون المعدات العسكرية الحديثة ويتلقون تخصصًا عسكريًا في غضون خمسة أشهر.
«فاغنر» وبايدن
وبعد أسابيع من الضبابية بشأن مستقبل المجموعة التي شن زعيمها يفغيني بريغوجين تمرداً فاشلاً في 24 يونيو، أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، أمس الأول، وصول بعض عناصر من مجموعة فاغنر وبدأهم في تدريب قواتها المسلحة في عدد من التخصصات العسكرية لدى معسكر في أوسيبوفيتشي على بعد 100 كلك جنوب شرق العاصمة مينسك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر: «في هذه المرحلة، لا نرى قوات فاغنر تشارك بشكل كبير» في القتال.
وفي مقابلة مع صحيفة كوميرسانت، قال الرئيس الروسي، إن زعيم «فاغنر» رفض عرضا بانضمام مقاتليه إلى الجيش النظامي، موضحاً أن قيادات عديدة في المجموعة كانت موافقة على الخدمة تحت قيادة زميلهم أندريه تروشيف «سيدوي» أو ذي «الشعر الرمادي»، لكن بريغوجين ردّ على العرض، أثناء اجتماع بالعاصمة موسكو، بأن مقاتليه «غير متوافقين مع هذا القرار».
تحركات بوتين
ووسط أنباء عن محاولات لثنيه عن المشاركة بالقمة الروسية - الإفريقية الثانية في مدينة سانت بطرسبرغ، بحث بوتين هاتفياً، أمس، مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا مبادرة السلام الإفريقية بشأن أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم نائب رئيس جنوب إفريقيا، بول ماشاتيلي، لصحيفة «فاينانشال تايمز»، إن «الرئيس (رامافوزا) يتحدث مع الرئيس بوتين بشكل مباشر حول القضية المتعلقة بمذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية».
وأضاف: «نريد أن نطلعه على التحديات التي نواجهها لأننا طرف في ميثاق روما (الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية)، وليس بوسعنا التخلي عن ذلك».
من جانبه، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداده لاستقبال بوتين في أغسطس، وأعرب عن ثقته باستمرار صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهي ضرورية للأسواق العالمية وضمان الأمن الغذائي في إفريقيا والشرق الأوسط خصوصاً.
وقال أردوغان، بعد صلاة الجمعة في إسطنبول، «نستعدّ لاستقبال بوتين في أغسطس ونحن متّفقون على تمديد ممرّ الحبوب في البحر الأسود»، فيما رفض الكرملين الإدلاء بأي تصريح في هذا الشأن.
وفي تطور يلي مشاركته بقمة حلف الأطلسي (ناتو) في ليتوانيا، أذن بايدن يوم الخميس لوزارة الدفاع (البنتاغون) بالاستعانة بما يصل إلى 3 آلاف جندي احتياطي لنشرهم في أوروبا لزيادة القوات الأميركية هناك لدعم عملية العزم الأطلسي، بحسب بيان نشره البيت الأبيض.
ويأتي السماح بنشر 3 آلاف جندي في أعقاب رحلة لبايدن استمرت 5 أيام إلى أوروبا، وشملت المملكة المتحدة وليتوانيا وفنلندا، بهدف إظهار قوة ووحدة حلف شمال الأطلسي ضد روسيا ودعم أوكرانيا.
وعشية استقباله لنظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا تلقي بكل ثقلها في حملة لمنع مواصلة الهجوم المضاد، في وقت أفاد جنرال كبير بإحراز تقدم جديد على الجبهة الجنوبية.
وبعد ترؤسه اجتماعاً مع كبار القادة، قال زيلينسكي، في خطابه الليلي، «علينا جميعاً أن نفهم بوضوح شديد وبأكبر قدر ممكن من الوضوح أن القوات الروسية في أراضينا الجنوبية والشرقية تبذل كل ما في وسعها من أجل إيقاف جنودنا».
ووفق هيئة الأركان الأوكرانية، فإن «العدو يواصل جهوده الأساسية في مناطق كوبيانسك وليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا»، مشيرة إلى أن «نحو 20 اشتباكاً قتالياً وقع في الأيام الماضية».
ورغم إقراره بأن الهجوم المضاد لا يتم بالسرعة المتوقعة، أكد قائد القوات الأوكرانية في الجنوب الجنرال أولكسندر تارنافكسي أن قواته «تخرج العدو بشكل منهجي من مواقعه». ووسط استمرار الضربات الليلية الروسية، وصل رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إلى كييف فجأة في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً، في أعقاب حضوره قمة حلف الأطلسي (ناتو) في ليتوانيا وتوقفه الرسمي في بولندا.
على الصعيد الدبلوماسي، استنكرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الموقف «العدائي» لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع ممثلي دول جنوب شرق آسيا في جاكرتا.
وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن مشاركة نظيره الروسي «لم تكن بناءة ولا مثمرة». وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن لافروف فقد أعصابه اثر انتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال بوريل: «لافروف رد (عليّ) بعدائية كبيرة وشرح وجهة نظره قائلا إن كل شيء هو +مؤامرة غربية+ وإن الحرب ستستمر».
من جهة أخرى، أعلنت هيئة الأمن الفدرالية الروسية أمس أنها أحبطت محاولة مجموعة من النازيين الجدد لتنفيذ اغتيال رئيسة تحرير «روسيا اليوم» مارغريتا سيمونيان والصحافية البارزة كسينيا سوبتشاك.